لا يتردد جزائري في أن الثقة بين المواطن والنظام تكاد تنعدم وذلك لأسباب لا تخفى على الجميع باتفاق.
منها الحقرة،غلاء المعيشة، الرشوة،المحسوبية، البيروقراطية، فساد الادارة وغيرها كثير مما يشكو منه المواطن..
اليوم صرح النظام على لسان الوزيرالأول مباشرة أن البلاد تعيش أزمة مالية خانقة, أدت إلى الالتجاء للتمويل غير التقليدي وما ينجر عنه من نتائج تعود على المواطن مباشرة سلبا في حياته اليومية…
طبعا المواطن بدوره صرح أم لم يصرح فهو رافض رفضا لسياسات الحكومات المتعاقبة للمال وغير المال.
المتتبع للعلاقة بين المواطن ونظام دولته يجدها محصورة في نظرية غريبة على المجتمع الجزائري وهي التي ترى أن الانسان وفر له المأكل والملبس والمشرب وتنته المشكلة على غرار تحاليل البسطاء أن الشعوب الغربية بصفة عامة إنما استقرت علاقتها مع انظمتها بعد أن وفرت لها هذه الاخيرة العناصر الثلاث للحياة, ولكن الامر في الحقيقة ليس هكذا..
ماذا يحدث للعلاقة بين النظام الجزائري والنظام الحاكم لو أقام هذا الاخير منظومة اخلاقية متكاملة ومتجانسة بين الافراد والمؤسسات
ماذا لو حرص النظام على أخلقة الحياة العامة, وحرص على تأصيل المبادئ والقيم, فمنع الاختلاط والغش والمحسوبية.. واقام أخلاق الناس على مبادئهم وأصولهم
ماذا لو عملت وزارة الثقافة ووزارة الاعلام ووزارة التربية ووزارة البيئية على أخلقة حياة الناس وردت الشعب الجزائري إلى أصوله الراقية, هل سيبقى لوزارة المالية والاقتصاد عقبات بينها وبين المواطنين
ساعتها المواطن سيتعامل إيجابا مع كل الصعوبات التي يتعرض لها هذا النظام في كل الأطر التي تمسه مباشرة
(إنما الأمم الأخلاق ما بقيت** إن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا)
أما والذي يحذث اليوم أن النظام يقول أنه قد أفلس ماليا واقتصاديا وأعطى الأسباب لذلك واقام الدنيا ولم يقعدها اعلاميا, لكنه لم يفعل ذلك على افلاس المنظومة الاخلاقية.
النظام -كما يبدو- إذ هو لم يدرس ولم يبحث عن أدنى ثغرات التواصل ينه وبين المواطن الجزائري, هلك الاقتصاد فهلك النظام والناس.. لماذا؟ هذه معادلة خاطئة وغير مدروسة.
وعليه, نرى الأحرى التوجه إلى كل المستويات والعمل معها وبها بنفس العمق والدقة كالجانب الثقافي والسياحي والتربوي والبيئي فإذ لم يستطع النظام أن يسد خللا ماليا أفقده ثقة المواطن فيه ألا يستطيع أن يسد خللا أخلاقيا يسترجع به هذه الثقة المفقودة
الضمان… وضمان ذلك لمن يرى أن الشعب يلهث فقط وراء المال والعيش فإما هو سبب ذلك وإما لم يعرف أصول مع من يتعامل… خلف الشعب ثورة وشهداء ومجاهدين ذاقوا طعم الجوع والبرد والخوف فهذا الحال اليوم لا يخيف أبناءهم وأحفادهم إذ هو من جنس ما يعرفون لا ما ينكرون…
أما وإن النظام قد ضيّع كل الجوانب في حياة المواطن ثم ينتظر منه الثقة والصبر والتقشف وحسن التفهم هذه معادلة صعبة لم يتجرعها بعد الشعب الجزائري
اجعل الشعب يأوي إلى ركن شديد, ركن المبادئ والأخلاق والقيم والأصول ثم انتظر ان يكون معك في أيّ أزمة تطرأ في البلاد.
في الختام, فمفهوم غياب الثقة بين المواطن والنظام يبدأ من هنا, لأن العلاقات في سلم المسؤوليات هي علاقات أدوار ووظائف, حقوق وواجبات, ضمانات ومتابعات.. في النهاية, ثمار ونتائج فمحاسبة وتقييم.
والله من وراء القصد
معالجة العلاقة في سلم المسؤوليات…بقلم النائب وزرديني زوليخة زوجة بورحلة
