بيان صادر عن حركة المقاومة الإسلامية حماس” وعد بلفور … خطيئة القرن”

وعد بلفور خطيئة القرن .. تتطلب اعتذرا وتعويضا وتصحيحا بريطانيا

وعد بلفور، الانتكاسة الإنسانية، وخطيئة القرن، بجرّة قلم يحاول مسح التاريخ وتغيير الثقافة ويعدم الإنسان الفلسطيني، في موقف تجرأت فيه الحكومة البريطانية بكل صلف وتجنٍ على إعدام شعب كامل وإقامة وطن لشذاذ الآفاق على أنقاضه ودفن أحلامه، مائة سنة من الظلم، والمعاناة والتهجير والهدم والاعتقال والحرق والقتل بالجملة، في سلوك بريطاني مجرم، منحه من لا يملك لمن لا يستحق.
إن بريطانيا في أثناء احتلالها لفلسطين عملت بكل الوسائل لتطبيق وعد بلفور بإنشاء ”وطن قومي لليهود في فلسطين“، متجاهلة حقوق الفلسطينيين سكان هذا الوطن وأصحابه، وتنكرت بريطانيا لجوهر مهمتها كقوة انتداب وفق ميثاق عصبة الأمم، وتعمّدت –مع سبق الإصرار – تبنّي وتنفيذ سياسات ظالمة تجاه الشعب الفلسطيني، وتعيين مسؤولين وموظفين بريطانيين مؤيدين للصهيونية في فلسطين لتحقيق غايتها بالتمكين لليهود على الأرض الفلسطينية، وتطوير البنى العسكرية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية اليهودية؛ ما سبب كارثة للشعب الفلسطيني، الذي ما زالت أرضه محتلة حتى الآن، وفتحت بذلك الأبواب في المنطقة على الحروب والصراعات وسفك الدماء والمعاناة.
شعبنا الفلسطيني الصامد، أمتنا العربية والإسلامية
إن مائة سنة في قاموسنا تعني آلاف الشهداء الذي دفعوا دماءهم على مذبح الإجرام الصهيوني وعشرات الألوف من الأسرى ومثلهم من الجرحى، وما يزيد على ستة ملايين مهجر من بيته ووطنه، مائة سنة من التضحيات، من الثورات والمقاومة، سجل فيها شعبنا الملاحم التي يخلدها التاريخ في لائحة الشرف، قاوم فيها بصدره العاري، وواجه العتاة المجرمين بكل أدوات المقاومة بدءاً بالحجر والمقلاع والبندقية ولا زال يقاوم.

مائة سنة تمر ترسخ الحقائق التالية:
أولاً/ وعد بلفور الذي قام على أساس منح أرض بلا شعب لشعب بلا أرض هو وعد تكذبه الحقائق على الأرض، فالفلسطيني منغرس بأرضة كأشجار الزيتون الرومية والجبال الراسخة، والشهداء وحدهم من يمنح هذه الأرض الهويّة.
ثانياً/ “وعد بلفور” وعد من لا يملك ومنح من لا يستحق، فهو وعد زائف وسرقة للتاريخ والثقافة والحضارة والحياة، فهو وعد قائم على الافتراء والتسلط وإحلال بقوة الاحتلال لا بقوة المنطق والحق.
ثالثاً/ إن شعبنا العظيم تصدّى بكل أدوات الصمود والتحدي لهذا الوعد الزائف، ابتداء من ثورة النبي موسى، مروراً بثورة يافا، والبراق، والكف الأخضر، وأكتوبر، وعزالدين القسام، والثورة الفلسطينية الكبرى، وثورة الحجارة والأقصى والقدس وليس للثورات انتهاء حتى يسقط الوعد وتزول آثاره.
رابعاً/ إن شعبنا لم يتوان عن دفع الأثمان لنيل حريته، فثار على مخلفات بريطانيا المجرمة، ويخوض الملاحم، بما لا يدع في القلب من شك، أن بلفور كان أحمق حين ظنّ أن هذه الأرض بلا شعب، وما تبني تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا المتعجرفة للاحتفال بذكرى مرور مائة عام على وعد بلفور المشؤوم إلا استمرار في غيها وتجاهل لحقوق الشعب الفلسطيني وتكثيف لمعاناته وتأييد لما يمارس ضده من جرائم واضطهاد وتشريد.
خامساً/ إن بريطانيا ارتكبت مجزرة تاريخية بحق شعب له وجود وثقافة وتاريخ وهي ملزمة اليوم بالتكفير عن خطيئتها بإعادة الحقوق لأهلها، والاعتذار العملي للشعب الفلسطيني بعودة اللاجئين الذين هُجروا عن أرض فلسطين التاريخية موطنهم الأصلي، وتعويضهم عما لحق بهم، ودعم حقهم في الحرية والاستقلال.
سادساً/ لقد أثبتت سنين الاحتلال الطويلة اختيار شعبنا طريق الوحدة الوطنية والاعتماد على الذات، وشعوب أمتنا هي الطريق للخلاص والحريّة.
سابعاً/ إن المائة سنة لم تذهب تضحياتها هدراً، ويكفي شعبنا فخراً أن يقف عجل بني إسرائيل (نتنياهو) ليعبر عن أقصى حلم له بأن يحتفل بمائة سنة على قيام دولة الاحتلال، وهو حلم ستقصر أجله سواعد المجاهدين وقبضة المقاومين.

شعبنا العظيم:
الأيام دول، وشريعة الغاب التي استنها بلفور ستفتك ببريطانيا يوماً، والتاريخ بالمرصاد، لا يموت، ولا ينسى، ولا يسامح، وفلسطين قبلة الفلسطينيين، سنصلي في محاريب القتال حتى النصر، لا نقيل ولا نستقيل ولا نسقط الراية، وإن غداً لناظره قريب، “والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون”.

وإنه لجهاد نصر أو استشهاد

حركة المقاومة الإسلامية حماس
‏ الثلاثاء 11/ صفر/ 1439 هـ
الموافق: 31/ أكتوبر /‏ 2017 م

اترك تعليقًا