الشيخ مصطفى بلمهدي من تجمع الاتحاد بسكيكدة : نقف امام تضحيات شهداء الجزائر جميعا اللذين اختاروا طريقا صعبا شاقا لكنه طريق الفلاح و النجاح لأنهم نجحوا في العبور بالشعب الجزائري و الانتقال به من الاستعمار الاستدماري إلى الاستقلال، و عبروا به من العبودية إلى الحرية ومن الفرنسة الدخيلة إلى الوطنية الصادقة الأصيلة.

النص الكامل لكلمة رئيس الحركة الشيخ مصطفى بلمهدي في تجمع الاتحاد بولاية سكيكدة

أيها الإخوة الكرام

أحييكم تحية إكبار و تقدير فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

و نرفع التحية العالية في ذكرى نوفمبر الغالية إلى روح الشهداء الأبرار زيغود يوسف رحمه الله والى إخوانه شهداء الجزائر جميعا اللذين اختاروا طريقا صعبا شاقا لكنه طريق الفلاح و النجاح لأنهم نجحوا في العبور بالشعب الجزائري و الانتقال به من الاستعمار الاستدماري إلى الاستقلال،  و عبروا به من العبودية إلى الحرية ومن الفرنسة الدخيلة إلى الوطنية الصادقة الأصيلة.

قد اختاروا طريقا تميز بعوامل حاسمة كانت هي سبب نجاحهم

– اختاروا طريق التحرر و تحملوا ضريبة التضحية بالنفوس و الأرواح مليون ونصف مليون من الشهداء.

– اختاروا طريق الوحدة ودفعوا ضريبة التجرد والتنازل و التعاون

-اختاروا طريق الانتماء لأمتهم العربية و الإسلامية وتحملوا ضريبة الانفصال عن فرنسا وعالمها الموبوء

“شعب الجزائر مسلم….و إلى العروبة ينتسب”

– واختاروا طريق الاعتماد على الذات في بناء وطن حطمه الاستعمار 130 من السنوات العجاف و الحرمان وتحملوا ضريبة الإنشاء في إعادة البناء وعمارة الأرض التي مارست عليها فرنسا سياسة الأرض المحروقة، عندما احتلت فرنسا البغيضة الجزائر كان في الجزائر 90 بالمائة متعلمين و عندما طردتها الثورة تركت 90 بالمائة أميين.

 

 

أيها السادة أيتها السيدات

إن طريق النجاح في الجزائر و إخراجها من أزماتها لابد أن يمر من هذا المسلك الصعب الذي يمثله الجهاد الأكبر جهاد البناء و التعمير و بناء الإنسان ولا بد من تحمل التبعات وتضحيات النجاح.

إن الجزائر في أزمة متعددة الأوجه لا مبرر لها لأنها أزمة مالية نتجت عن أزمة التسيير و لو كان التسيير رشيدا لما كانت أزمة مالية، وهي أزمة سياسية سببها احتكار السلطة و الأحادية المقنعة، وهي أزمة اجتماعية سببها غياب الثقة بين الشعب و دولته ، و هي أزمة وطنية سببها التهميش والإقصاء ، وهي أزمة مستقبل أيضا سببها اليأس والجهل و فقدان الأمل.

ولكن السؤال المطروح هو من يشتكي لمن؟؟؟

إذا كانت السلطة تشتكي والشعب يشتكي والأحزاب تشتكي فالشكاوى إذن قاسم مشترك بين الجميع فمن هو المسؤول في ظل هذه الضبابية والتهرب، والمناورات و الإهمال، والتواطؤ على الرشوة ، والتستر على الفساد؟.

وهل يجدي أيها الكرام أن نبقى كل يوم نبكي على الأطلال ونتهم الآخرين؟ وهل يجدي أن تطبع الحكومة الأوراق المالية لتغطية عجزها؟، وهل يجدي أن تزداد طوابير الشباب أمام مراكز الهجرة المهينة؟ التي تريد فرنسا أن تعطي رسالة إلى العالم بتهافت الطلبة الجزائريين على الهجرة إلى فرنسا    و رسالة أخرى هي تحقيق مقولة ديغول بعد الاستقلال عندما قال “غبي من ظن أن فرنسا خرجت من الجزائر فالخروج لا يعني الارتحال” و قال “ستعود فرنسا بعد 30 سنة”.

 

 

 

أيها السادة و السيدات

إننا اليوم أمام فرصة أخرى تشكلها الانتخابات المحلية لإعادة التوازن في المنظومة الوطنية والخروج من السلبية نحو الايجابية،  ومن الأحادية نحو التعددية ومن المقاطعة المزمنة نحو المشاركة الفاعلة المسؤولة ومن الانغلاق نحو الانفتاح.

إن الاتحاد من اجل النهضة والعدالة والبناء هدفه تقويت بناء الوطن و النهوض بالشعب و نشر العدالة فالاتحاد صورة للتعاون نتمنى أن تتوسع فكرا ومضمونا وسلوكا وتنظيما للقيام بتكاليف المرحلة و أعبائها و القيام بهموم المواطن واهتماماته.

إن المشاركة الشعبية في الانتخابات باتت ضرورة ملحة للخروج من حالة تهميش المواطن التي تقتات منها زمر التزوير والمزورين، فالبلدية فضاء مشترك علينا حمايته معا وتنميته معا فهو فضاء مباشر بين المنتخب و المنتخبين.

إن وطننا مهدد بالفقر و مهدد بالتخلف والتراجع، وان وطننا مهدد بالجوع والطبقية واكبر تهديد عندما يصاحب الفقر الانحلال الأخلاقي المحلي و المستورد.

إن الجزائر ارض مملوءة بالخيرات و هي محل الأطماع و ترابها –إن شاء الله- محصن لن يخذلنا لأنه مسقي بدماء الشهداء و ضم رفاتهم و لكنه لن يتجاوب مع من يخون أمانة الشهداء.

إننا على أبواب استعمار اقتصادي سواء بالتضخم أو بالديون، وعلينا أن نتعاون جميعا لمنع انهيار الجزائر الاقتصادي فالجزائر كما حررها الجميع يجب أن يبنيها الجميع و يحرسها الجميع.

 

أيها السادة أيتها السيدات أيها الشباب، شباب الفتوة و القوة

إن العمل هو طريق النهوض و النجاح ومن لم يعمل لا ينتظر النجاح، وان العمل الفردي مهما كان كبيرا محترما يظل محدود التأثير، لكن العمل الجماعي و الديمقراطية التشاركية هو المخرج الآمن ولا يكون إلا بالتعاون حول أولويات وطنية واضحة ومتفق عليها عبر حوار وطني وحوارات محلية عميقة  تضع الأصبع على مواطن الداء و معالجته بحسن الأداء و بالإخلاص يتحقق التوفيق.

 

ندعو الله التوفيق و السداد والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته

سكيكدة في 15 صفر 1439 هـ

الموافق لـ04 نوفمبر 2017 م

اترك تعليقًا