المحليات والهروب الى الامام …بقلم نائب رئيس الحركة الأستاذ احمد الدان

الانتخابات المحلية لم تكن فيها مفاجآت للمتابع اليومي لسيرورة الفعل السياسي في البلاد.فقواعد اللعبة السياسية لا تزال على حالها والورقة البيضاء لا تزال في موقعها ولكن خيبة الامل في شيئين :
– الاول ان تستعيد القبلية هيمنتها على الفعل السياسي جهارا بعد ربع قرن من التعددية وان يقود الشباب السياسة بالقبيلة بدل قيادة القبيلة بثقافة الدولة .
– والثاني ان يصبح التزوير الذي كان مستنكرا لسنوات فعلا تشاركيا جهارا و تتواطأ عليه قوى سياسية كانت ضحيته فقط لانها اخذت حصتها من الورم السياسي
وهذا هو التراجع الحقيقي .
والإسلاميون كانوا ضحية لهذا التراجع وجزء منه بسبب:
1- تراجع القدرة على تاطير الراي العام سواء لاضطراب الخطاب الذي آن الاوان لمراجعة جماعية نقدية بناءة له ، او بالابتعاد عن الفعل التربوي والتنظيم الاجتماعي المنتج والمتعدد المناشط الذي تقوم به الاسر كخلايا اصلاحية مستمرة.
2- الهجمة الشرسة على الاسلاميين وباشكال متعددة منها الموجة المادية الطاغية على حياة الناس وحساب المصالح المادية والاهتمامات الذاتية والفردية على حساب الجماعية والمجتمعية مما يستدعي التعبئة الروحية للمجتمع والوقوف في وجه حالات الانحراف الفكري والنسك اليابس
3- الانقسام الحاد للتيار الاسلامي والنزعات الانفصالية عن مفهوم وجسم الصحوة الاسلامية بمفهومها الحضاري والشامل وبروز حالات ظل لمشاريع العولمة تحت دثار اسلامي افقد المرجعيات الاسلامية تاثيرها وجر بعضها الى المؤامرة على الامة كما حدث في الازهر وفي الخليج ولابد من اعادة صياغة وحدة التيار الاسلامي لمواجهة الانهيار .

اترك تعليقًا