مجلس شورى الحركة يعقد دورته العادية يوم السبت 30 ديسمبر 2017

تزامنا وما تعيشه الساحة الوطنية والإقليمية والدولية من تطورات، وختاما للموسم السنوي من النشاطات والأعمال التي أنجزتها الحركة بكل هيئاتها وهياكلها المركزية والمحلية طغت عليها الانتخابات في محطتين خلال سنة 2017،

واستعدادا للمرحلة المقبلة التي ستكون الحركة أمام محطة هامة وهي المؤتمر الاستثنائي في الثلاثي الأول 2018 وما سينبثق عنه من رؤى وقرارات وخطط تؤسس لعهدة جديدة في 05 سنوات قادمة،
عقدت حركة البناء الوطني الدورة العادية لمجلس الشورى الوطني يوم السبت 10 ربيع الثاني 1438هـ الموافق30 ديسمبر للتداول في المواضيع الآنفة الذكر وتحضير محطاتها المستقبلية التنظيمية و السياسية والاجتماعية.
وبعد كلمة رئيس مجلس الشورى الوطني الشيخ العيد محجوبي الذي رحّب بأعضاء المجلس وعرض الأجواء التي تنعقد فيها الدورة و أهم أوراق الدورة، تفضل رئيس الحركة الشيخ مصطفى بلمهدي بخطاب للحضور تضمن قراءة لاهم ما تعيشه الساحة من تجاذبات وأحداث، كما عرج عن محطة مؤتمر الحركة القادم إضافة إلى مواقف من عدة قضايا تشغل الراهن الوطني والدولي لاسيما ماتعيشه القضية الفلسطينية من تطورات.
أهم ما جاء في كلمة رئيس الحركة :
أيها السادة أيتها السيدات
نجتمع اليوم في هذا اللقاء الهام من لقاءات مجلس الشورى الوطني الموقر بعد استحقاق هام مر بنا تمثل في الانتخابات المحلية، التي شهدتها الجزائر منذ شهر وعلمتم جميعا حقيقة مسارها ومآلاتها ومخرجاتها في الساحة السياسية.
وقد كان هذا الموعد امتدادا للانتخابات التشريعية السابقة، في صياغة الخارطة السياسية بشكل لم يرتق الى طموح شعبنا، ولا يستجيب لتطلعات الشباب في المشاركة السياسية، مما انعكس سلبا على نسب المشاركة الشعبية من جهة، و انعكس سلبا على المجالس المنتخبة في الثقة والمشروعية من جهة اخرى، بسبب التلاعبات والهيمنة المالية الطاغية على الفعل السياسي في البلاد.
أيها السادة
وإننا نعقد هذا الاجتماع أيضا في ظلال محاولات التهويد الذي يتمدد في الامة بالتطبيع المفروض على الشعوب من جهة، وبالاختراق الواقع لامتنا على المستوى السياسي والاقتصادي، وفي كل الساحات من إفريقيا الى آسيا مرورا بوطننا العربي الذي انهكته الحروب الأهلية، والتدخل الأجنبي والتجاذبات الطائفية، فصودر قراره السياسي ونهبت ثرواته وخيراته للأسف الشديد بين عدوان أعدائه و ظلم حكامه، وانقسام شعوبه واستقالة نخبه.
كما أننا نعقد هذا الاجتماع بين يدي تطبيق قانون المالية الجديد، الذي سيكون له انعكاساته السلبية المرهقة على القدرة الشرائية للمواطن، وانعكاساته المقلقة على الاستقرار الاجتماعي، وآثاره الغامضة والملتوية على المنظومة الاقتصادية للبلاد.
وكل ذلك سينتهي إلى تأثير واضح على المسار السياسي للبلاد التي نتمنى ونعمل مع كل مخلص ووطني صادق على أن يبقى قرارها سيدا، وثوابتها محمية ووحدتها آمنة في ظل هذه السحب القاتمة التي تلبد سماءنا ، وتعكر مستقبل شبابنا ، ولا بد لمواجهتها من تيار مجتمعي تضامني إصلاحي، يعرف كيف يصلح ويغير و كيف يبني ويعمر، ويخرج البلاد إلى شاطئ الأمان، ويحميها من موجات الإرهاب المتلاطمة و المتنقلة، و من طفيليات الوصوليين والانتهازيين التي ظلت تمتص الوطن وترهق الشعب ، ويخفف عنها عواقب الأزمة التي أوصلنا إليها الغرور والتبذير، و التي نخشى ان يطيل عمرها سوء التدبير والتسيير.
أيها السادة الأفاضل
برغم كل ما قلنا: إن حركة البناء الوطني تشعر باستمرار إن الأمل قوي في العبور الأمن نحو المستقبل المنشود.
لأن الجزائر التي خرجت إلى الوئام المدني والمصالحة الوطنية من وسط اللهيب والإرهاب، والضغوط الإقليمية والدولية، قادرة على أن تخرج من كل الأزمات المفتعلة و الحقيقية إن هي عمقت جذور المصالحة ووسعتها باتجاهات ثلاث هي:
– المصالحة مع الاقتصاد الحلال، وتجاوزت إكراهات الربا، الذي لا يزال يعيق الثروة الشعبية و حجمها عن المساهمة في النهوض بالاقتصاد الوطني وحمايته من الانهيار.
– المصالحة مع الديمقراطية و تحرير الفعل الانتخابي من التعسف والتزوير والتلاعب المصلحي، وحماية خيار المواطن بما يعيد له الثقة في المشاركة، والحضور السياسي، وإنهاء عزوف الشباب والنخب عن أدوارها السياسية
– المصالحة مع التاريخ بإحياء للدور الجزائري النوفمبري في الإشعاع الإقليمي، سواء باتجاه إفريقيا التي نخسر فيها للأسف مواقع هامة بدون مبرر، أو باتجاه الأمة العربية التي تتقطع أوصال جسدها الواحد أمامنا في غياب دور جزائري إصلاحي وتصالحي ،أو باتجاه المغرب العربي والساحل الذي صار لنا فيه مشاكسون كثر وتهديدات جادة تتطلب منا مقاومته
أيها السادة و السيدات
لقد كان لحركة البناء الوطني مؤتمر في ماي الماضي، اقتضاه الظرف الإجرائي والإلزام القانوني الذي يسمح بتأجيله، وكانت الحركة في مستوى التحدي لتنفيذه رغم زحمة الأحداث وضغط الانتخابات التشريعية حينها
ولكن الحركة قطعت على نفسها وعدا بإقامة مؤتمر استثنائي لاحق خلال السنة الجارية، من اجل ترقية رؤاها السياسية المستقبلية وتعميق نقاشها الفكري، وتوسيع حضورها الوطني، وبلورة خياراتها المستقبلية، بإشراك جميع منتسبيها في التشاور والحوار وصناعة المسار بشكل جماعي لا يقصي أحدا ولا يستغني عن مساهمة احد لنقرر معا وننجز معا إن شاء الله و بتوفيق الله.
ولذلك فقد قررت الحركة أن يكون مؤتمرها القادم إن شاء الله خلال شهر مارس، والذي ستعمل الحركة على أن يكون فضاء واسعا، ومنبرا للمواطن عبر كل ولايات الوطن، من اجل المشاركة في صياغة مستقبل الحركة التي أسسناها لأجل الجزائر ومصلحة شعبنا العليا، و من اجل ثوابت وطننا ووفاء لشهدائنا الأبرار عليهم رحمة الله، واستكمالا لمسيرة منهج شيخنا محفوظ نحناح رحمه الله، وتثبيتا لمدرسته المميزة في الإحياء والإصلاح والتجديد.
أيها السادة
إن حركة البناء الوطني لاتزال حريصة على التطوير و الارتقاء بالفعل السياسي الجماعي في كل الأشكال وعلى كل المستويات وما لا يدرك كله لايترك جله.
ولذلك سنظل حريصين على أن يكون لنا دور ايجابي في التعاون مع القوى الوطنية، على خدمة الجزائر، والتخفيف من الشحناء، والتجاذبات التي لاتخدم وطننا ، وحريصين على تجسيد التقارب مع الأشقاء على ارض الواقع عبر حوار جاد ومسؤول ، و عبر خطوات عملية ترسو على منهج الوسطية والاعتدال ، ومن خلال مؤسسات راسخة لا تغيرها الأمزجة والأهواء .
و نظل حريصين على التضامن الاجتماعي الواسع، بما يعيد الدور الشعبي في الانسجام الاجتماعي، ويقوي أواصر إخوتنا، التي تريد أطراف مشبوهة أن تصدع اركانها فما جمعته يد الله لا تفرقه بإذن الله الأيادي الأثيمة بتحريك النعرات النتنة والعصبية المقيتة و الفتن النائمة، لان الجزائر حررها الجميع ويبنيها الجميع و وجب أن يحميها الجميع و هي تتسع لجميع أبنائها.

اترك تعليقًا