الأستاذ أحمد الدان نائب رئيس الحركة لجريدة المشوار السياسي

القيادي في حركة البناء الوطني أحمد الدان يؤكد لـ السياسي : تكتل الإتحــــاد لــم يندثر وسنوسعـــــــــه قـــــريبا كشف نائب رئيس حركة البناء الوطني أحمد الدان في حوار مع السياسي عن محاور المؤتمر الاستثنائي المقبل لحزبه ، و أجزم القيادي البارز في تكتل الاتحاد من اجل النهضة و العدالة و البناء إن هذا الأخير لن يندثر بل سيتوسع لأطراف أخرى قريبا ،فيما رفض الحديث عن وجود مفاوضات لعودة البناء إلى أحضان الحركة الأم حمس و فتح احمد الدان ملف الرئاسيات المقبلة ليؤكد أن إصلاح المنظومة الانتخابية و التحدي المالي للبلاد أولى من الحديث عن الرئاسيات المرتقبة في 2019. قبل أن يبدي ضمنيا دعم حركة البناء للإستمرارية في تطبيق برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قائلا: إن مرحلة الرئيس بوتفليقة قد صنعت واقعا يصعب الخروج عن محاوره . كما تطرق الدان في باقي أسطر الحوار إلى أبرز التحديات السياسية و الإقتصادية التي ستواجه الجزائر في سنة 2018.

أعلنت حركة البناء الوطني بأنها ستعقد مؤتمر استثنائي خلال مارس المقبل ، هل لك ان تطلعنا على المحاور التي سيناقشها المؤتمرون ؟

هذا المؤتمر هو تطبيق لقرار الحركة السابق بضرورة عقد مؤتمر يوسع النقاش فيه عبر كل الولايات واللجان والورشات فيما يتعلق، بمسار الحركة وانجازاتها والملاحظات المسجلة على أعمالنا و بمستقبل الحركة والخطوات والمراحل المطلوب أن نسير فيها لتحقيق الأهداف التي تأسست الحركة من أجلها و بترقية رؤانا السياسية تجاه واقعنا الوطني والتحديات الإقليمية والدولية للبلاد والمنطقة و بتعميق النقاش الفكري في الملفات المستجدة على الحركة أو على الساحة الوطنية خصوصا و فضلا عن ذلك توسيع الحضور الوطني السياسي والتنظيمي للحركة ليلبي طموح أبناءها ومنتسبي حركة البناء ومحبيها و بتحديد جماعي للخيارات المستقبلية التي يتطلبها الظرف أو تقتضيها مصلحة شعبنا ووطننا باعادة القراءة للوائحنا ونظمنا وتحيينها بما يرقي الاداء ويجدد الفاعلية للمؤسسات والأطر.

 و بتطوير الفعل السياسي وتوسيع منتوجه الوطني والإرتقاء به على المستوى القاعدي والقيادي معا و بتوسيع دائرة التشاور مع كل قواعد الحركة في المؤتمرات الولائية و بفتح المجال المراقب السياسي الأخر ليعطينا رؤيته للحركة ويشاركنا عملية التفكير والتناصح بتثبيت مدرسة الشيخ محفوظ نحناح المتميزة في الإصلاح والتجديد والاحياء والتنمية ولأن المؤتمر السابق جاء في ظروف سياسية ضاغطة والتزامات إدارية وقانونية ملزمة للحركة يأتي هذا المؤتمر الإستثنائي لتحقيق البعد الحقيقي للمؤتمرات التي لا نراها لوائحا وانتخابات فقط بل هي أعمق من ذلك.

هل قضية الفصل في مستقبل تحالف الإتحاد مطروحة في برنامج المؤتمر الاستثنائي ؟

بالتأكيد سيكون موضوع الإتحاد ضمن نقاشات المؤتمرين الولائية المركزية لأن الإتحاد هو رؤية سياسية وفكرية في طريقة عمل حركة البناء الوطني مع الأخر وبالرغم من أننا نتمنى أن يستمر الإتحاد ويتوسع، فقد اعتبرت الوثيقة التأسيسية للإتحاد أن من المهم توسيعه لأطراف أخرى وهذا ما نعمل من أجله وليكون دور التيار الاسلامي في تأمين مستقبل البلاد والإرتقاء بالديمقراطية والتنمية من موقع جماعي يقلص من انعكاسات الإنقسامات السلبية . ولهذا فالاتحاد قد يستمر بنفس المكونات ويمكن أن يتغير نحو مكونات أخرى والعبرة بالحقائق والمسميات وليس بالإيماء و الشعارات فقط. الاتصالات بيننا وبين حمس لم تنقطع يوما كثر الحديث مؤخرا عن إمكانية عودة البناء إلى أحضان الحركة الأم حمس ،خصوصا بعد ترحيب قادة حمس بتوسيع تكتلهم مع التغيير .

هل تؤكدون وجود اتصالات مع قيادة حمس ؟

 الاتصالات بيننا وبين اخواننا في حركة حمس لم تنقطع يوما من الأيام ولكن هذه الإتصالات ليست دائما بالشكل الرسمي فقد أخذت الشكل الرسمي من قبل على شكل لجنة مشتركة ناقشت مستقبل التعامل بين الحركتين وكان لها مخرجات في حينها ثم توقفت .وأيضا استمرت الاتصالات في أشكال أخوية وتشاورية في المشترك وحوارية حول الملفات التي تشهدها الساحة السياسية والوطنية . ومن الطبيعي أن تكون هذه الاتصالات لأننا من مدرسة واحدة وإن فرقت بيننا المشاريع السياسية أو منهجية العمل فالتواصل مطلوب دائما ومرحب به بين حركتين في مثل مستوى حركة حمس وحركة البناء اللتين تجمعهما منهجية الوسطية والاعتدال وموروث الشيخ نحناح رحمه الله.

ما هي الشروط التي تضعونها للعودة إلى بيت الراحل محفوظ نحناح ؟

 هذا السؤال غير بريء .. ومع ذلك فأقول لك بأن القاعدة الاساسية هي انه ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل. وعندما تتحدث عن شروط فكأنك تجزم بأن هناك مفاوضات وهذا أمر لا أساس له من الصحة لحد الأن أما المستقبل فالله هو العالم به ونحن لن ننخرط في أي مشروع مبني على مفاوضات بين حزبين لأننا حركة لها أبعاد إصلاحية تتعلق بالتضامن الوطني والنفع العام والتربية الاجتماعية والتنمية المستدامة وبناء مؤسسات عمل تستوعب المستقبل وتجيب على أسئلته الحرجة وهذا لا يتحقق إلا برؤية واسعة وواضحة للمواطن في أنها تتجاوز المواسم الانتخابية باتجاه عالم الأفكار الحر وليس ولا تحبس نفيها في قيود عبودية المناصب وصراع المسؤوليات فالنضال دائم والمنصب محدود. وعندما تصبح الشروط والاشتراطات هي التي تحكم العلاقات سوف لن تكون هذه العلاقات مبنية على المنهج الاصلاحي و الاحياء الوطني الذي تأسست على أساسه الحركة منذ أيام الشيخ نحناح الأولى والتي سماها أول مرة بحركة الموحدين تعبيرا عن ارتباطها بالله وليس بالأشخاص وتعبيرا عن أولوية الوحدة الوطنية في المشروع المستقبلي لها. ولكن نحن لا نريد اليوم أن نتحدث عن علاقة بين حزبين لأن ذلك يمكن أن يكون بين أي حزب وحزب آخر من الأحزاب الكثيرة التي بيننا وبينها اتصال.

ذكرت مصادر إعلامية أن تكتل النهضة و العدالة والبناء يتجه نحو الحل الذاتي في مطلع فيفري المقبل، بسبب خلافات حول الانتخابات الرئاسية المقبلة، إثر تسرب معطيات من حركة البناء بأنها ستدعم بوتفليقة في حال ترشح لعهدة خامسة ؟ ما مدى صحة هذه الاخبار ؟

أعتقد أن مؤتمر العدالة ومؤتمر البناء ستكون مؤتمرات متقاربة وباعتبارها أكبر مؤسسات القرار في الحركتين فهي من يحدد مستقبل الاتحاد بشكل أفضل وأظن أن هذا الملف الكبير لن يغيب عن النقاش العميق داخل فعاليات المؤتمرين الولائية والوطنية . وأعتقد أن ملف الرئاسيات سيكون مجال النقاش فيه من صلاحيات القيادات التي سيفرزها المؤتمر وليس مجال النقاش الأن لأن ذلك سيصادر حقوق القيادة التي ستنتخبها قواعد الحركة وتعبر عن خياراتها السياسية في ظل رؤى جديدة نريد من المؤتمر أن ينقل الحركة وأداءاتها السياسية إليها لأن مقتضيات مرحلة تأسيس الحركة ومراحلها الأولى بالتأكيد ستختلف عن مراحلها القادمة باعتبار التطور الذي عرفته الحركة وباعتبار التحديات الوطنية أيضا ونحن حركة مسؤولة والجزائر عندنا قبل أحزابنا وأشخاصنا وذلك وفاء للشهداء ووفاء للشيخ نحناح أيضا.

 

قبل سنة ونصف عن موعد الحسم في هوية الرئيس المقبل للجزائر، هل حددت حركة البناء موقعا لها قبيل الرئاسيات ؟ و هل ستقدمون مرشحا لهذا الموعد أم تكتفون بدعم شخص معين ؟

اعتقد أن هناك أزمة مالية خانقة هي التي تفرض نفسها على الساحة الوطنية ولابد على القوى الوطنية أن تجعلها الهم المشترك وعدم الهروب منها إلى الأمام تحت دعوى الرئاسيات لأن اختصار الفعل السياسي منذ الأن في الرئاسيات سوف يصنع اصطفافات إعلامية تبعد الجزائر عن التحدي الحقيقي للبلاد. وأما الرئيس القادم فأعتقد أن مرحلة الرئيس بوتفليقة قد صنعت واقعا يصعب الخروج عن محاوره فالعشرين سنة الماضية من حكم الرئيس بوتفليقة جعلت ملف المصالحة مثلا ملفا مستمرا وجعلت ملف السكن مثلا ملفا مستمرا. ولكن الطبقة السياسية لاتزال تشتكي من عدم القدرة على تحرير الفعل الانتخابي وأهم من اشتكى في الانتخابات الأخيرة هو رئيس الحكومة مما يعني أن علينا التفكير في إصلاح المنظومة الانتخابية قبل الحديث عن الانتخابات الرئاسية التي نتمنى أن تكون نقلة نوعية في تثبيت الديمقراطية في البلاد.

قرارات الثلاثية الأخيرة لا يرتقي إلى تطلعات الجزائريين ما موقفكم من فتح رأس مال الشركات العمومية أمام الخواص التي أُعلن عنها في اجتماع الثلاثية الأخير بين الحكومة والاتحاد العام للعمال الجزائريين ومنتدى رؤساء المؤسسات ؟

أعتقد أن الشكل الذي ظهرت به الثلاثية الأخيرة لا يرتقي إلى حلم الجزائريين في مستقبل اقتصادي يتجاوز الاختلالات السابقة ويستوعب كل احتياجات البلاد ويلبي أمل المواطنين من تندوف إلى تبسة ومن تيزي وزو إلى تمنراست ومن تيبازة إلى تلمسان . ولذلك فعملية خوصصة ما بقي من الشركات العمومية في اعتقادي تفتقد إلى رأي الخبراء وتفتقد إلى التشاور مع مكونات وقوى البلاد المختلفة التي لا تختصرها هذه الثلاثية لأنها إلى الأحادية اقرب منها إلى التعددية . ونحن نطالب بضرورة فتح حوار واسع حول التحدي الاقتصادي والبحث عن حلول وطنية توقف النزيف المالي الكبير لأنك ترى في قانون المالية مثلا آلاف المليارات للتعليم العالي والبحث العلمي ، وكلفة الطالب في الجامعة يوميا قرابة 90دولارا لليوم الواحد فهل هذا يتناسب مع مخرجات البحث العلمي أم يتناسب مع أكل الطلبة وإيوائهم ولو أعطي الطالب في يده 40 الف دينار لاستغنى على خدمات الوزارة ووفرت الدولة الملايير .

هذه هي أبرز التحديات التي ستواجهها الجزائر خلال سنة 2018 في ظل المعطيات السياسية و الاقتصادية الراهنة ،ما هي أبرز التحديات التي ستواجهها الجزائر خلال سنة 2018 حسب رأيكم ؟

 أعتقد أن هناك تحديات كثيرة سببها غياب الرؤية المستقبلية و لعل من أهم التحديات الخطيرة أمام الجزائر.

 – التحدي الأمني الإقليمي الذي سيتعمق بهجرة الارهاب إلى الساحل الافريقي وسيستنزف كثيرا من امكانات الجيش الوطني الشعبي في تأمين الحدود والقوى الأمنية في منع الاختراق للمجتمع و التحدي الدبلوماسي الذي تفرضه تدخلات بعض دول شمال الحوض المتوسط ودول الخليج في المنطقة من أجل صناعة الحالة المشابهة للمشرق ومحاولة إخراج الجزائر من أدوارها الإقليمية وخاصة في دعمها لفلسطين التي تظل عنوانا  للوفاء لشهداء نوفمبر أو اكراهها على العمل بالوكالة لصالح أجندات مشبوهة. وتحدي الاضطرابات الاجتماعية التي يمكن أن تتحول في أي لحظة إلى حالة عامة تعيد مشاهد الربيع العربي ، و ما يحدث اليوم في إيران يمكن أن يكون موجة ربيع جديدة تغذيه أخطاء الداخل وتآمر المحيط لاستنزاف بقايا الثروة . و تحدي الضغط على الوحدة الوطنية وبروز نزعات الجهوية التي يمكن أن تكون كالعدوى في المنطقة كلها . و تحدي الأزمة الاقتصادية التي نحتاج إلى مواجهتها بتفعيل قطاعات السياحة و الفلاحة والمؤسسات الصغيرة وتفعيل منظومة المنتوج البنكي الحلال لتدوير المخزون المالي للمواطن في الحركية الاقتصادية وتفعيل القروض الحسنة المصغرة للشباب لمواجهة الضغط المالي على يوميات المواطن.

حاوره: إسماعيل.ض

 

اترك تعليقًا