أثر التربية التفاعلية لجيل الصحابة رضي الله عنهم
هناك منشطات في التفاعل الإجتماعي بين البشر ، للأسف الشديد البعض يهمل التعامل بها ،بل يشطبها من قاموسه ، و هذه المنشطات التفاعلية لها أثر في النفس ، أفضل هذه التفاعلات القاء التحية يكفي أن نشير إلى السنة العملية فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يسلم على من يلقاه يعرفه أو لا يعرفه ، و للسلام مفعوله العجيب في صناعة الوسائج الإجتماعية و هو أفضل منشط تفاعلي .
و قد تجلت تلك التربية التفاعلية بشكل واضح في تعامل الرسول صلى الله عليه و سلم مع أصحابه رضي الله عنهم بتلك الرسائل الموجبة لتعزيز و تحفير همم الصحابة .، فكانت الأسوة ترعى تلك المواهب ، و تنشط العزائم الضعيفة ، فتقوي الضعيف ، و تحفز المتردد ، و تنشط و ترقي أصحاب العزائم ليزيد عطاءهم ، فكان صلى الله عليه و سلم يرعى و يوجه ، و يدرب الصحابة على أصعب المهام ، فتتجاوب تلك المواهب مع نسق تلك التربية التفاعلية ، تنتج الروائع في صور مشاريع متكلمة شاملة ، يكاد الفرد المتربي يشكل لبنة تتفاعل مع منهج رباني و هدي نبوي ، يتفاعل مع تلك الفطرة البشرية في الضعف و القوة .
تجاوبت تلك التفاعلات التربوية مع رقة أبي بكر و قوة عمر و كرم عثمان و شجاعة علي و حنكة خالد و أمانة أبي عبيدة و عطاء خديجة و رجاحة عائشة و ضعف حاطب و طهر الغامدية ، و أوبة كعب بن مالك و هلال بن أمية رضي الله عنهم أجمعين .
فكان كل صحابي من صحابة رسول الله نال نصيبه من تلك التربية المميزه ، تلك التربية التي تتفاعل مع الحياة ، تربية تقود الحياة بالدين فأخرجت رواحل صاغوا بجهادهم حضارات مازالت شاهدة ألى يومنا هذا ، أوصلوا كلمة التوحيد إلى أصقاع الدنيا ، من شرق الدنيا إلى غربها ، و من جنوبها إلى شمالها ، و رثوا الهدي و الخير .لا تكاد بقعة في عالمنا إلا و شهدت للصحابة أنهم حملوا رسالة الإسلام ، و حملوا الأمانة ، أقاموا الشهادة على الناس ، و تركوا لغيرهم اكمال رسالة الهدي و إقامة الشهادة على الناس .
بقلم الأستاذ #حشاني_زغيدي.