الندوة الولائية التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي لحركة البناء الوطني_ جزائر غرب

أشرف رئيس الحركة الشيخ مصطفى بلمهدي, اليوم الجمعة 09 فيفري 2018 في قاعة السينما ببلدية اسطاوالي على الندوة الولائية التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي لحركة البناء الوطني المزمع انعقاده في النصف الثاني من شهر مارس المقبل
ويأتي تنظيم الندوات الولائية كمحطة أولى للمؤتمر الاستثنائي
حيث تجمع مناضلي الحركة ومحبيها لمناقشة واثراء الأوراق واللوائح التي ستحال للمؤتمر لمناقشتها واعتمادها.
ومن أهم الأوراق التي ستشكل محور أشغال الندوات الولائية ورقة الرؤية السياسية للحركة, وورقة التنمية الاقتصادية والاجتماعية, الطلبة والشباب, وورقة فلسطين, والمرأة والعمل النسوي
وتأتي هذه اللقاءات تبعا للقاءات نظمت الاسبوع الماضي حيث سيكون هناك ندوات ولائية مماثلة في كل من الولايات: المدية, ميلة, معسكر, تمنراست, الجلفة, شلف, أم البواقي وتيزي وزو
للتواصل يوم السبت كل من ولايات: ورقلة, وهران, سعيدة, التي سيشرف على تأطير الندوة بها كل من نائبا رئيس الحركة الاستاذ احمد الدان وعبد القادر بن قرينة, ثم ولاية تيارت, قسنطينة وبومرداس
كلمة الشيخ مصطفى في الندوة الولائية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و على اله وصحبه و من والاه
الاخوة الافاضل و الحضور الاكارم
قيادات حركة البناء الوطني للجزائر غرب
المناضلون والمناضلات
مكونات الاتحاد من اجل النهضة والعدالة والبناء
الاخوة الضيوف الكرام
القائمون بالاعلام
أحييكم بتحية طيبة فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
و اسمحو لنا في البداية وفي هذا المقام اولا ان نترحم على شهداء الجزائر وتونس في ساقية سيدي يوسف التي مزجت دم الشعبين، تخليدا للجهاد المشترك والمصير المشترك والتضحيات المشتركة، ولكي لا ننسى ما فعلته فرنسا الاستعمارية الاستيطانية خلال 132 من سنوات القهر واذلال الشعب الجزائري ونهب خيراته.
ايها الاخوة الكرام
لقد كانت احداث ساقية سيدي يوسف يوم 8 فيفري1958 عهدا شاهدا واتفاقية بين بلدين وشعبين شقيقين، ربطهما الاسلام والعربية والجهاد والتضحية ، وكتبوا معا عهدا واتفاقية بدمائهم، وجعلوا عليها شهودا ليسوا شهود الزور او النسيان والتنكر، بل هم شهود شهادة الذين يجب لهم الوفاء اليوم باحياء الروح التي ربطتهم، واحياء المبادئ التي تأسس عليها جهادهم المشترك .
وهذا ما يجعلنا اليوم نقول بضرورة اعادة النظر وبتمعن وعمق في العلاقات بين دول المغرب العربي الشقيقة و ازالة اسباب و رواسب الفرقة، وتاجيل الخلافات والشروع في العمل المشترك على صعيدين هامين:
1. الصعيد الاول: وهو صعيد الاقتصاد والتنمية المشتركة، لان دول المغرب العربي تملك مقومات الاقتصاد الاستراتيجي بالفلاحة والسياحة واللحوم، و تملك الطاقة القديمة والمتجددة، وفوق كل ذلك تملك التعداد السكاني المقارب لمائة مليون نسمة، وهي بذلك توفر مقومات السوق المغاربية القادرة على اعادة التوازن بين ضفتي المتوسط، لو تجاوزت دولنا المغاربية خلافاتها او أجلتها على الاقل للصمود في وجه الأزمة الاقتصادية، والتعامل بندية مع الاتحاد الاوربي والاتحاد الافريقي كقوة مغاربية منسقة.

2. الصعيد الثاني: هو صعيد الامن المشترك في مواجهة التهديدات الخارجية التي دمرت دول المشرق العربي ودول الخليج العربي، وهي تزحف اليوم على دول المغرب العربي، وخاصة الجزائر والمغرب.
ومن اهم هذه التهديدات تحديدا؛ الارهاب الذي بدأ الهجرة غير الشرعية باتجاه دول الساحل و لا نستبعد ان يبقى طويلا اذا لم تتظافر الجهود لحماية المنطقة من مخاطره ، ودول المغرب العربي بديموغرافيتها البشرية وقواها الحية بامكانها افشال و احباط مخططات صناع الارهاب ان شاء الله.
فدول المغرب العربي تنتمي الى امة يطالبها اسلامها ان تكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا، و ان تكون صفا مرصوصا ليس فيه فرج للشياطين المتربصين بها.
فشكرا لشهداء ساقية سيدي يوسف ورحمة الله عليهم في الاولين والاخرين.
و لا ننسى بهذه المناسبة ان نترحم على احد رجالات الوطن من عائلة 22 الذين فجرو الثورة المباركة مصطفى بن عودة الملقب بعمار بن عودة الذي ودعته الجزائر الى مثواه في هذا الاسبوع تاركا وصية بضرورة اعطاء اللغة العربية مكانتها التي ضحى من اجلها الشهداء كما اوصى بالشباب لحمل راية البناء واتمام الاستقلال رحمه الله واسكنه فسيح جنانه.
ايها السادة .
كنا نتحدث عن ذكرى مرت البارحة واسمحوا لنا ان نتحدث عن ذكرى ستحل بعد 3ايام وهي أيضا من ذكريات الشهداء وذكريات جرائم فرنسا الاستعمارية.
هذه الذكرى هي ذكرى التفجيرات النووية في رڨـان يوم 13 فيفري عام 1960 حين ربطت فرنسا عشرات المساجين الجزائريين على الاعمدة قرب مكان التفجيرات لتجعل منهم فئران تجارب لسلاحها النووي، الذي تعاونت فيه مع الصهاينة وجرّبته في رڨـان قرب المكان الذي طرد منه الشيخ العلامة الامازيغي عبد الكريم المغيلي رحمه الله اليهود اواخر القرن التاسع الهجري حين ارادوا اذلال المسلمين بسيطرتهم على الاقتصاد في بلاد توات او ادرار الحالية فكانت تلك التفجيرات النووية انتقاما لليهود.
وهنا جدير بنا ان نقول لفرنسا اننا نطالبك بالتعويض المادي والمعنوي والاعتذار للشعب الجزائري عن جرائمك النووية في بلادنا لان دولة فرنسا الحالية هي من دخل النادي النووي على اشلائنا دماء شعبنا من حقنا ان نطالب بها والحق لا يسقط بالتقادم .
و المانيا مازالت الى يومنا تعوض اليهود على ما فعلته النازية و اكثره مبالغ فيه
اننا لانريد ان نعادي احدا اذا كان يريد ودنا ولكن الاستخفاف بشعبنا ومحاولة اذلاله المتكررة والتدخل المستمر في سيادتنا و الالتفاف على قراراتنا السيادية يجب ان يكون له حد ورحم الله بن باديس اذ قال :
من كان يبغي ودنا فعلى الكرامة والرحب
او كان يبغي ذلنا فله المهانة والعطب .
فكونوا ايها الحضور الشباب من ورثة الشيخ بن باديس الذي خاطب الشباب
يا نشئ انت رجائنا فبك الصباح قد اقترب
خذ للحياة سلاحها و خذ الخطوب و لا تهب
ايها السادة الكرام
اننا اليوم في حركة البناء الوطني على اعتاب المؤتمر الاستثنائي الذي رفعنا له شعارا هو
“الوحدة والديمقراطية ضمان التنمية ”
واننا نعتقد ان القيم التي يحملها هذا الشعار هي مقتضيات المرحلة و متطلباتها.
فالوحدة مطلب اساس مستمر لبناء الجزائر قوية.
والديمقراطية خيار ابنائها الذين كانت بلادهم قبلة الاحرار والحرية.
والتنمية: لا تكون بدون حماية الوحدة الوطنية او بدون ترقية الديمقراطية.
لان الجزائر حررها الجميع ، ويبنيها الجميع ، و يحميها الجميع ، ويصنع تنميتها الجميع.
قال الله تعالى:
” وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ”
سورة المائدة الاية 02
و في الختام نتمنى لندوتكم الولائية الجزائر غرب ان تكون لها قوة الاقتراح لتطوير الحركة في خدمة الوحدة و الديموقراطية والتنمية الشاملة المستدامة.
وفقكم الله وسدد رأيكم و رزقكم الحكمة في التفكير والتخطيط والتنفيذ
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسطاوالي في 22 جمادى الاولى 1439 هـ
الموافق لـ 09 فيفري 2018 م

اترك تعليقًا