الذكرى الـ 100 على وفاة آخر خليفة للمسلمين…بقلم الطالب أكرم سالمي

مرور مئة سنة على وفاة آخر سلاطين الدولة العثمانية شهامة و رجولة السلطان عبد الحميد الثاني خان رحمه الله و أسكنه فسيح جناته

السلطان عبد الحميد الثاني من مواليد 21 سبتمبر سنة 1842 و توفي في 10 فيفري 1918 وصل إلى كرسي الخلافة بتاريخ 31 أوت 1876 و عمره لم يتجاوز أربعين عاما صعد إلى كرسي الحكم خلفا لشقيقه مراد الخامس الذي عزله باشاواته بعد ثلاث أشهر بسبب إصابته بالجنون.

واجهت السلطان عبد الحميد الثاني صعوبات عديدة في السنوات الأولى من فترة حكمه حيث كانت الدولة العثمانية غارقة في الديون من جهة و من جهة أخرى كانت بعض المناطق مثل البلقان تشهد ثورات عالية قصد التمرد على الدولة، واجه السلطان هذه المشاكل شيئا فشيئا حتى قضى على قسم كبير منها و نتيجة هذا الأمر عودة السعادة و الرفاهية للشعب العثماني مجددا هذا على الصعيد الداخلي والخارجي للدولة العثمانية أما على صعيد أمّتنا الإسلامية فله عدّة مواقف جمة خلدها التاريخ و لا يمكن أبدا نسيانها بسهولة لأن التاريخ كتبها  بحروف من ذهب فكانت من أهم مشاريعه صنع سكة حديد لحجاج بيت الله الحرام أطلق عليها إسم خط حديد الحجاز تم افتتاحه سنة 1900 و تم تقدير تكلفته بـ 3.5 مليون ليرة عثمانية و قيل أكثر، كان الخط ينطلق من دمشق و يتفرع من بصرى جنوب سوريا إلى خطين فرعيين أحدهما إلى الأردن و الأخر إلى فلسطين و هكذا يستمر في طريقه إلى غاية أن يصل إلى المدينة المنورة.

لقب السلطان عبد الحميد الثاني بألقاب عديدة منها خادم مكة و المدينة و أمير المؤمنين و بالإضافة لكل هذا كان مرتبط ارتباطا وثيقا بفلسطين و المسجد الأقصى المبارك حيث ظهر ذلك عندما عرض عليه زعيم الصهاينة تيودور هرتزل أن يعطيه بعض الأراضي في القدس لليهود حتى يقوم بجعلها وطن لهم و بالمقابل سيقوم اليهود بتسديد كل ديون الدولة العثمانية في أوروبا فآتى الرد القاسي السريع من خليفة المسلمين في ذلك الوقت بكل قوة و حزم أن هذه الأراضي ليست له بل لشعبه و أمته و أنه لم و لن يعطيها و أنه لن يسمح أبدا بتأسيس دولة صهيونية في فلسطين أو كما قال هو بالحرف الواحد:  ” لن يسمح أبدا بإجراء عملية جراحية على جسد حي ” و أنه من غير فلسطين سيسمح لليهود بالهجرة أين يريدون فلم يقبل هرتزل بذلك العرض و أصر على فلسطين فطرده السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله شرّ طرد من القصر. بعد كل هذه الأحداث تكالبت كل قوى الشر في العالم الماسونية و المتطرفين من الكنيسة و اتفقت على قرار واحد ألا وهو يجب عزل هذا السلطان العثماني الذي أزعجهم كثيرا بشتى الطرق و كونه متعلق جدا جدا بأمته و لا يتخلى عنها.

قاموا في البداية بدعم حركات الإنفصال في بعض الدول على غرار ارمينيا و اليونان و قاموا أيضا بنشر الفتنة وسط الشعب العثماني و الأكاذيب و حتى يكون لديهم دليل قوي على السلطان قاموا بإفتعال واقعة مارت ملخص هذه الواقعة هي كالتالي : “واقعة 31 مارت” مدبرة بالكامل وأن أهدافها محددة من قبل الاتحاديين وبمساعدة من بريطانيا بالرغم من أن المطالب لا تجعل أحداً يشك أنها كانت منهم وبهدف إثارة القلاقل والفوضى فرتبوا شعارات دينية أثناء الحوادث التي افتعلوها مثل: “الشريعة تنتهك” أو “ضُيعت الشريعة”، وألصقوا هذا كله بالمسلمين واتهموهم “بالرجعية“) و استمرت هذه الاحداث بالتصاعد الى غاية ذلك اليوم المشؤوم يوم 27 افريل 1909 الموافق ل 06 ربيع الثاني 1327 تم الانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني و تم عزله بعد بقائه في العرش مدة 33 سنة خدم فيها الأمة و الدولة العثمانية بكل صدق ووفاء و تم وضع أخيه محمد الخامس بدلا منه وضع السلطان تحت رهن الإقامة الجبرية إلى أن توفاه الله عزوجل يوم الـ  10فيفري سنة  1918م و دفن يوم الأحد في اسطنبول.

اترك تعليقًا