تشاد بلاد الطيبين بقلم الأستاذ عبد الحميد بن سالم 8مارس 2018

عبد الحميد بن سالم

هل تعلم ان اول اسيرة في سجون الاحتلال الصهيوني اسمها فاطمة البرناوي من دوله تشاد .وهي اول امرأة تنظم الى العمل العسكري.وقد توفيت عام 2016

وأن تشاد هي بلد المليون حافظ للقرأن الكريم دخلها الاسلام في القرن السابع الميلادي عن طريق الصحابي الجليل عقبة بن نافع منطلقا من الجزائرِِ.
وعانت من الاستعمار الفرنسي حتى نالت استقلالها عام 1960م.
وما أسعد ان ترى من يدافع على هوية الأمة وثوابتها في وقت تعاني فيه الهوية من خذلان اهلها وحرب من اعدائها .
وكيف يكون انطباعك عندما يكون مفتاحك الاول للحديث مع أي مسؤل في دولة مثل تشاد ، هو الكلام عن ثوابت الأمة ،الاسلام واللغة العربية والقضية الفلسطينية والتنمية ، والتكامل بين السلطة والمجتمع المدني فيعود لك الأمل في مستقبل الامة ،وتوقن ان مستقبل هذا البلد واعد . وكان هذا حال دولة تشاد العربية المسلمة ، وسلطتها التي تلاحمت مع الشعب من اجل أمن واستقرار البلد والحفاظ عن الهوية ، ومواجهة تحدي التنمية رغم انها بلد مهدد في اهم عنصري الحياة الأمن والجوع .
وهو خامس دولة افريقية من حيث المساحة بأكثر من مليون مترمربع و11مليون نسمة وليس له اي منفذ بحري .
أما اللغة العربية فإن تشاد هو البلد الافريقي الوحيد الذي يعتبرها لغة رسمية بجانب اللغة الفرنسية ، وتتم المراسلات الرسمية لزوما باللغتين الفرنسية والعربية ،ولديهم ما يسمى بالمؤسسات الداعمة للغة العربية وهي جمعية معتمدة .وكم سررنا عندما كانت أول هدية نتلقاها من وزير الثروة الحيوانية الدكتور محمد نظيف وهي كتاب عن تاريخ الأدب والشعرالعربي في دولة تشاد .
وأما الاسلام االذي يشكل معتنقوه قرابة الـ70 بالمائة فهو التحدي الذي تحمل السلطات الرسمية مسؤولية انتشاره وأنشأت ما يسمى ب”المجلس الاسلامي الاعلى للشؤون الاسلامية” الذي يعمل على نشر الاسلام بمقابل المسيحية التي يرعاها الغرب ،في تشاد والدول المجاورة ، وتعطي بالمقابل دولة تشاد نموذجا للتسامح الديني والتعايش مع المسيحين ، بمقابل ما يعانيه المسلمون في الدولة الجارة “افريقيا الوسطى”. وهناك جامعة الملك فيصل وهي أكبر جامعة في البلد وتعمل على تدريس العلوم الاسلامية واللغة العربية .وكم سررنا بموافقة الجامعة بإدراج موضوع المعارف المقدسية في مذكرة التفاهم التي عقدناها معهم.
أما قضية فلسطين فهي الثابت عندهم، منذ قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني عام 1973 ، ويبادرك كل مسؤول تلتقي به بالحديث عن القضية وتعلق التشاديين بفلسطين .وكانت استجابتهم سريعة عندما طلبنا منهم تمثيل لجنة فلسطين في البرلمان التشادي ، وكلفو لنا نائب رئيس البرلمان والامين العام المساعد للحزب الحاكم ممثلا للقضية الفلسطينية ، كما وقف الشباب التشادي وقفة واحدة وشكلوا تحالفا يضم اكثر من 28 جمعية سموه ” تحالف شباب جمعيات المجتمع المدني من اجل التصدي لقرار تامب”
أما التنمية فهو التحدي الكبير الذي يواجه الدولة ، جعل من هذا البلد اكبر مصدر للحوم في دول غرب افريقيا ويملكون 94 مليون راس حيوان ، وجعل من هذا البلد يفتح ذراعيه لكل الدول والمؤسسات بتسهيلات من اجل الاستثمار.وقد بذلوا جهدا مضنيا من اجل استردا الأمن والاستقرار رغم ما يعانيه محيطه الدولي من انتشار للإرهاب يهدد استقراره .
اما التحام السلطة بالمجتمع المدني فظاهر للعيان من خلال كثرة الجمعيات وتنوعها ، والعمل النسوي نموذجا ، ويحض برعاية مميزة من الدولة وقد بنت لهم مجمعا نسائيا كبيرا خاصا بالعمل النسائي التشادي ، يضم الجمعيالت النسوية ، وترأس السيدة الأولى في البلاد زوجة الرئيس “جمعية القلب الكبير” .وهي الرئيسة الشرفية للإتحا النسائي العالمي .وما يلفت الانتباه أن التشاديين يحتفلون بما يسمونه باليوم العالمي للحجاب .
كل هذه المعاني لخصتها لنا السيدة الاولى عند زيارتنا لها في القصر الرئاسي في اربع كلمات :
الأولى عندما احتجنا الى مترجم الى اللغة الفرنسية من اجل مستشارة الرئيس المسيحة التي كانت حاضرة معنا ، حين خاطبتا السيدة الأولى بدعابة بقولها :” لابد ان تكوني مزدوجة اللغة” إشارة الى ضرورة تعلم العربية أيضا .
والثانية : عندما تطرقت الى موضوع زيار اردوغان الى تشاد ،وذكرت محل اعجابها بالرئيس في نقطتين : الاولى أنه يقف الى جانب الشعب الفلسطيني ، والثانية انه زعيم وصاحب قرار. وقد لمحنا من خلالهم حرصهم الشديد على استقلالية قرارهم وهي النقطة الثالثة
والرابعة: هي الانفتاح على التعاون والتواضع الشديد من اجل مصلحة بلدهم عندما عرضنا عليهم التعاون مع مجلس التعاون الفروأسيوي الذي نمثله فكان جوابها واضحا ومرحبا وقالت :لو يعطينا احد حتى قطعة خبز فإننا نقبلها ونعطيها لمن يستحق من ابناء شعبنا .
وكم كانوا ينظرون الى الجزائر بإكبار واحترام شديدين لكنه ممزوج بألم وأسف لتراجع دورها في القرار بمقابل تزايد إهتمام دول شقيقة وصديقة واخرى عدوة بهذه القارة الواعدة .

اترك تعليقًا