حركة البناء الوطني
القسم الوطني للاعلام
الجزائر في: 16/03/2018
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التـــقرير الإعـــلامي
انعقاد الدورة العادية لمجلس الشورى الوطني للحركة
“ستظل حركة البناء الوطني حريصة على تفعيل منظومات التحالف والاتحاد والوحدة، مع القوى الوطنية التي تربطها بها قواسم و اهتمامات مشتركة، وذلك جزء من ترجمتها العملية لاستراتيجية المشاركة، التي حرص شيخنا المؤسس محفوظ نحناح رحمه الله على تكريسها طوال حياته و نضاله في ارض الواقع، ودفع شهيدنا الشيخ محمد بوسليماني دمه للدفاع عنها؛ ضد التطرف والإقصاء، والتفرد واحتكار الحق، وتكفير الآخرين.”
استعدادا للمرحلة المقبلة التي ستكون فيها حركة البناء الوطني أمام محطة هامة وهي المؤتمر الاستثنائي، الذي سيعقد أواخر شهر مارس، انعقدت، اليوم الجمعة الدورة العادية الاخيرة لمجلس الشورى الوطني بالمقر المركزي بدرارية، حيث تطمح الحركة لأن يكون المؤتمر محطة انطلاق متجددة لخمس سنوات قادمة بعد مراجعة المضامين والرؤى والسياسات المرحلية والاستراتيجية والتربوية والدعوية، وتجديد المواقف الداعمة لفلسطين رمز قضايا الأمة التي ارتبطت في عمق الجزائريين بنوفمبر، ومشروع المجتمع الوطني الذي شع على المغرب العربي والأمة كلها.
استهلت الجلسة الافتتاحية بكلمة رئيس مجلس الشورى الوطني، الشيخ العيد محجوبي، الذي أكد بالقول: “إننا نتلمس المستقبل بإشراقات الشيخ نحناح في الوطنية الصادقة لإصلاح الوطن والإحسان والتكامل والمساهمة في الخير للإنسانية، وتغيير الواقع بالاعتدال والوسطية”، مشيرا إلى أن الجزائر تشهد تغييبا للقوى السياسية، ما فتح المجال لبعض الوزراء لأن يرهنوا البلاد مثلما حدث مؤخرا.
بدوره، أكد رئيس الحركة الشيخ مصطفى بلمهدي في كلمته التأطيرية، أن هذه الدورة جاءت لمناقشة وإثراء أوراق المؤتمر والمصادقة عليها؛ موضحا أن حركة البناء الوطني هي حركة مؤسسات، آمنت بالقيادة الجماعية وحرصت على ممارستها وهي واحدة من مقومات الاستقرار، والثبات والصواب، كما قال.
وبعد رفع الجلسة الافتتاحية، شرع أعضاء المجلس في مناقشة واثراء أوراق المؤتمر وهي على التوالي: ورقة القانون الأساسي، ورقة السياسة العامة ولائحة النظام الداخلي، وبعض القضايا التقنية الخاصة بمندوبي المؤتمر.
للتذكير، يعتبر المؤتمر الاستثنائي لحركة البناء الوطني سيدا ومحطة هامة في اعادة صياغة النسيج السياسي الجزائري، من خلال ارساء قواعد وتقاليد عمل جادة وطموحة مع مختلف المكونات الوطنية، تستجيب للحاجيات الداخلية للوطن وتتفاعل مع التحولات والرهانات الاقليمية.
وهذا نص كلمة رئيس الحركة الشيخ مصطفى بلمهدي:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أحييكم بتحية الإسلام فالسلام عليكم جميعا مع حفظ الألقاب والمقامات وكلكم قامات سامقة تتطلع هممكم إلى الفردوس الأعلى.
أيها الإخوة الأحبة الكرام
قال الله تعالى:
” إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ” سورة النحل الآية 90
ولذلك نجدد باستمرار دعوتنا للعدل والإحسان، وتقوية النسيج الاجتماعي، ونحذر من فحش القول والخلق ومنكر العمل، وبغي السياسات.
ونسأل الله أن يعيننا على الخير ويحفظ الجزائر من كل سوء وسائر بلاد المسلمين.
أيها السادة
هذه آخر دورة لمجلس الشورى الوطني قبل المؤتمر الاستثنائي للحركة، جئنا في هذه الدورة لمناقشة وإثراء أوراق المؤتمر والمصادقة عليها؛ لان مجلسكم الموقر هذا هو اعلي هيئة بين مؤتمرين، وحركتكم حركة مؤسسات، آمنت بالقيادة الجماعية وحرصت عليها وتمارسها وهي واحدة من مقومات الاستقرار، والثبات والصواب في الحركة إن شاء الله.
وبين أيدينا في هذه الدورة تغييرات هامة اقتضتها التطورات؛ سواء في القانون الأساسي، او في السياسة العامة، لأننا حركة واقعية تتعامل مع الواقع ولا تقع وتتطور بتطور المعطيات؛ وتغير الأوضاع، وتؤمن بان لكل مرحلة أفكارها، ولكل مرحلة رجالها ونساؤها وشبابها ولكل مرحلة مؤسساتها.
ولكن الأساس المتين والقوة المستمرة، تكمن في العمل الجماعي، والالتزام الذاتي والشورى القائدة تؤطر ذلك والأخوة في الله التي أعلاها الإيثار وأدناها سلامة الصدر وذلك هو جمال المنهج الذي آمنا به الإيمان العميق وفهمناه الفهم الدقيق وانتصرنا له، وننتصر به بعون الله ان تنصروا الله ينصركم.
أيها الأحبة الكرام
إن مجلسنا اليوم يعقد في ظل ضغوطات متعددة على الدولة الجزائرية، والمسؤولية تقتضي منا جميعا إن نحمي الجزائر من الانعكاسات السلبية على المستقبل وبنشر الوعي تتوسع دائرة الصلاح وتتقلص دائرة الفساد والاستبداد
فهناك
1. ضغط الأزمة الاقتصادية
2. وضغط الأزمة الاجتماعية
3. وضغط التوترات الإقليمية
4. وضغط التدخلات الأجنبية
5. وضغط الغموض الذي يكتنف كل شيء.
1- فأما ضغط الأزمة الاقتصادية، فهو يزداد بسبب انهيار النفط، وليس انهيار أسعار النفط فقط، وأزمة النفط تهدد استقرار الدولة ومستقبل التنمية، وهنا ندعو إلى حوار اقتصادي مسؤول واسع تتحدد من خلاله رؤية الاقتصاد الآمن، الذي يعتمد على توظيف كل الإمكانات المتاحة.
– من الأراضي الشاسعة في صحرائنا التي نعتبر تنميتها جزء من الأمن القومي، وأساسا في اقتصاد المستقبل، لأنها مصدر الثروة المتجددة.
– ومن الوجهة الفلاحية التي لا تزال الفرصة متاحة فيها، لتوفير أمننا الغذائي المستقبلي، بإعادة النظر في الزراعة الاستراتيجية، والإدارة الراشدة للثروة الحيوانية الغنية.
– ومن الاستغلال الأمثل للشراكة الممكنة، باتجاه آسيا وإفريقيا، حيث الثروة والتقنية، والأسواق الكبيرة والمفتوحة.
2- وأما ضغط الأزمة الاجتماعية فإننا نعتبر ان التوترات الأخيرة في عدة قطاعات؛ كانت إنذارا بتداعي توترات اخرى، وعلى الحكومة توفير الطمأنينة الاجتماعية بدل سياسة لي الأذرع، التي مارستها الذهنيات الأحادية المغلقة في اتجاه القطاعات الخادمة للمواطن في الصحة والتعليم مازالت تتراوح بلا حل نهائي، ولا بد هنا من النظرة الموضوعية لآلام العمال ومعاناتهم فهم أساس التنمية الرشيدة.
– من خلال تحسين الوضع الاجتماعي للمعلم والطبيب خاصة؛ وللعامل عامة، وإعادة النظر في توقيت العمل، وترشيد إدارة وقت البلاد، وتوقيت الوظيفة العمومية، بما يتيح للمواطن الاستغلال الأمثل لقدراته في التنمية الاجتماعية.
– ومن خلال الحوار المستمر، وحل المشاكل في وقتها قبل أن تتراكم وتتفاقم، لتعطل مصالح الشعب، وترهن مؤسسات الدولة.
– ومن خلال إشراك القطاعات في التطوير والتوجيه لمستقبل القطاع، لان استدعاء الخبراء الأجانب أصبح شهادة زور مثل استدعاء المراقبين الدوليين في الانتخابات.
3- وأما ضغط التوترات الإقليمية فنحن نعتقد بان الجزائر هي المستهدف الرئيسي من هذه التوترات، لان مركزية الجزائر في المنطقة ومبادئها ومواقفها التحررية؛ أصبحت تقلق بعض الأشقاء، وكثيرا ممن يسوقونهم لنا على أنهم الأصدقاء، وقد تحول هذا القلق إلى مشاريع ضغط علينا بالإرهاب والأزمات الاقتصادية في الجوار، والفوضى المنظمة، ولا بد هنا من مبادرات وطنية حكيمة باتجاه الجوار.
– مبادرات باتجاه تحرير المغرب العربي من اسر الماضي ومخلفاته والبحث عن آليات تفعيل الاتحاد المغاربي، والتصدي لحالات الهيمنة على دوله من سياسات الوكالة، والاستغلال والابتزاز السياسي.
– مبادرات باتجاه دول الساحل بتصدير المصالحة، وتفعيل دور العلماء والدعاة، فالجزائر تمتلك الكثير مما يمكن التوجه به إلى دول الساحل لتامين المنطقة من التطرف والعنف.
– مبادرات اقتصادية لدعم الجوار الجزائري المضطرب، والحضور الاقتصادي والدبلوماسي الفاعل في مناطق التوتر، لان الإرهاب أصبح من أسلحة الدمار الشامل المتنقلة عبر الحدود بلا قيود.
4- وأما الضغط التدخلات الأجنبية والأجندات الدولية فهي للأسف أصبحت تهدد السلام العالمي، وما يحدث تجاه فلسطين ممن كان يرعى السلام، تذكرنا بحراسة الذئب للخراف، وما يحدث في سوريا واليمن والعراق؛ كلها قضايا تفرض نفسها على المنطقة وعلى المشاريع المقاومة فيها، للهيمنة الدولية مما يستدعي منا:
– تقوية الجبهة الداخلية بالحوار والشفافية، والتوافق على المصالح الاستراتيجية للبلاد، لتكون قضايا الإجماع الوطني واضحة ومحددة، ولا تضيع بالاستغلال السياسوية والحسابات الآنية.
– تقوية الفعل الديمقراطي، لان الامن الديمقراطي هو أساس الأمن القومي، واساس المواطنة الفاعلة، وغياب الحريات، واحتكار الحقيقة، يضعف الحس الوطني.
– الحذر من التوجه للمديونية لانها بداية التدخل الاجنبي، وبداية الارتهان للقرار السياسي والسيادة الوطنية.
5- واما ضغط الغموض الكبير على الساحة فهو مرتبط اليوم بالرئاسيات القادمة التي هي إما فرصة للجزائر لإنعاش ديمقراطي حقيقي، او هي الانتكاس الديمقراطي الحقيقي، لان الرئاسيات هي مركز العملية الانتخابية، ومركز النظام والسلطة، ولكن للأسف ونحن على مرمى حجر من الرئاسيات؛ لا تزال الساحة السياسية مشدودة للتسيير بالإشاعة، والإشاعة المضادة، وما زال الشعب الذي هو مصدر الشرعية في متاهة على مستوى الفهم والدوران في الحلقة المفرغة.
أيها السادة
أحببنا ان نتقاسم هذا الهم الوطني الذي يبقى من اهتمامات حركة البناء الوطني دائما، و حركة البناء الوطني تؤمن انها لا تستطيع التكفل بهذا الهم وحدها، ولذلك فهي ستظل حريصة على تفعيل منظومات التحالف والاتحاد والوحدة، مع القوى الوطنية التي تربطها بها قواسم و اهتمامات مشتركة، وذلك جزء من ترجمتها العملية الاستراتيجية المشاركة، التي حرص شيخنا المؤسس محفوظ نحناح رحمه الله على تكريسها طوال حياته و نضاله في ارض الواقع، ودفع شهيدنا الشيخ محمد بوسليماني دمه للدفاع عنها؛ ضد التطرف والإقصاء، والتفرد واحتكار الحق، وتكفير الآخرين.
أيها الأحبة
اننا على ابواب المؤتمر بعد أسبوعين ان شاء الله، والمؤتمر في حركة البناء محطة ارتقاء وتطوير، ونرجو الله أن يوفق هذا المجلس المسؤول عن الأمانة للقيام بأدوار الارتقاء، وان يؤدي كل منا واجبه من موقعه الحالي، وان يؤدي واجبه المستقبلي من أي موقع كان فيه، لأننا حركة رسالة وفكرة، ولسنا حزب مناصب وهياكل فقط، والمسؤولية عندنا تأخذ شرفها من القيام بتكاليفها، فان أحسنا فالحمد لله على نعمه، وان أخطأنا فنستغفر الله والرجوع إلى الحق فضيلة.
شكرا لكم والسلام عليكم ورحمة الله
المقر الوطني في 28 جمادى الثانية 1439 هـ
الموافق لـ 16 مارس 2018 م