إن رسالة الحركة مستمرة في البناء والاصلاح والتعاون انطلاقا من التربية المجتمعية ، وقيم المواطنة الايجابية والوطنية الصادقة
نكبر في المؤتمرين روح الوعي وروح الديمقراطية أثناء مناقشتهم لوثائقهم المتعلقة بالرؤى السياسية والاصلاح الاجتماعي وتنمية البلاد وتامين الوطن والتعاون مع كل مكونات الساحة السياسية بروح وطنية واخوة صادقة وانسجام فكري.
____________________
بحضور 700 مندوب يمثلون ولايات الوطن عقدت حركة البناء الوطني مؤتمرها الاستثنائي، أيام 29-30 مارس 2018 بقرية الفنانين بزرالدة، واعتبرته محطة سياسية ، تربوية وفكرية هامة؛ قيمت فيه مسارها وآدائها وأسست فيه معالم المرحلة القادمة، واضعة شعار “الوحدة والديمقراطية ضمان التنمية”-كمقاربة سياسية اقتصادية تراعي مقتضيات المرحلة، وتغيرات البيئة الوطنية في أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية –في ظل تحديات فرضتها تغيرات البيئة الدولية ، وإعادة رسم معالم الخارطة الدولية،
مؤتمر تستجيب فيه لانشغالات المواطن واحتياجات المجتمع، وتسطر فيه السياسات بوعي ومسؤولية بواجباتنا الوطنية.
وإذ تثمن الحركة جميع الجهود الفكرية والتنظيمية والمادية التي بذلت في مسار تحضيره، سجلت بارتياح ما طبع الندوات الولائية والوطنية المتخصصة من سكينة ومسؤولية وعمق النقاش، ندوات أثرى فيها مناضلوا الحركة والمواطنون مشاريع أوراق المؤتمر، ثراءا مكافئا لما طبع المرحلة المنقضية من تسارع الأحداث التي عايشوها.
وقد تناول المؤتمر خلال يومين كاملين بالمناقشة والمصادقة على كل من القانون الأساسي للحركة و ورقة السياسة العامة بالإجماع.
كما زكى مندوبو الولايات ممثليهم في مجلس الشورى الجديد الذي انعقد في اولى جلساته تم خلالها تزكية الوزير الأسبق الأستاذ عبد القادر بن قرينة رئيسا للحركة، والسادة أحمد الدان وعبد السلام قريمس وياسين مربي نوابا له
كما تمت تزكية الأستاذ نصر الدين سالم الشريف رئيسا لمجلس الشورى الوطني، ونائبين له الشيخ العيد محجوبي و الأستاذ أحمد محمود خونا.
واختتاما للمؤتمر الاستثنائي لحركة البناء الوطني تم عرض نتائجه ومخرجاته في تجمع جماهيري حضره 2000 من مناضلي ومحبي حركة البناء الوطني آملين أن يكون هذا المؤتمر محطة للانطلاق والتطوير ومساهمة في تحقيق نقلة نوعية وإحداث ديناميكية حقيقية في آداء هياكل حركة البناء الوطني على كل المستويات، في ظل الحفاظ على منهجها الأصيل وتكريس الإنفتاح والتنافسية السياسية.
وفي ما يلي النص الكامل لكلمة رئيس حركة البناء الوطني المنتخب في المؤتمر الأستاذ عبد القادر بن قرينة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
أيها الحضور الكريم مع حفظ الألقاب والمقامات أحييكم وأشكركم على تشريفنا.
وابتداء استأذنكم في ان أجزل الشكر للأب الروحي لحركة البناء الوطني وراعي تأسيسها الشيخ مصطفى بلمهدي ثالث ثلاثة كما نحب في الحركة أن نسميه فهو رغم سنه ظل حاضرا معنا في مسار حركة تتأسس وسط تحولات خطيرة داخل التيار الإسلامي ، والبيئة الوطنية ، والمحيط الإقليمي ، فكان نعم القائد ضمن منهجية القيادة الجماعية التي ستظل الحركة حريصة على الاستمرار فيها إن شاء الله ، فله الشكر وله الاحترام والتقدير وستظل الحركة إن شاء الله وفية لتضحياته وجهوده التي ارتبطت بجهود الشيخين محفوظ نحناح ومحمد بوسليماني رحمهما الله .
أيها السادة
إن حركة البناء قد عقدت مؤتمرها الاستثنائي وفاء للمناضلين الذين طالبوا بمؤتمر مكمل ناقشوا فيه بوعي وروح ديمقراطية وثائقهم المتعلقة بالرؤى السياسية والاصلاح الاجتماعي وتنمية البلاد وتامين الوطن والتعاون مع كل مكونات الساحة السياسية بروح وطنية واخوة صادقة وانسجام فكري.
إن رسالة الحركة مستمرة في البناء والاصلاح والتعاون انطلاقا من التربية المجتمعية ، وقيم المواطنة الايجابية والوطنية الصادقة ، فالأمم الناهضة لا تكتفي الاستحقاقات الموسمية وتغيير الاشخاص للإقلاع التنموي ولكن لا بد لها من تكوين المناضل ، واشراك المواطن ، وتفعيل المجتمع لصناعة حاضنة شعبية لمشاريع الاصلاح السياسي مثلما قال حكيم الجزائر القوا بالثورة الى الشارع يحتضنها الشعب كله بعيدا عن نزغات الفتن والتفريق واطماع المقتاتين على الازمات فما جمعته يد الله لا تفرقه يد الشيطان كما قال بن باديس رحمه الله ولا يصلح آخر هذه الامة الا بما صلح به اولها من قيم الحب والتسامح والحوار والغيرة على الوطن والتحام ابنائه حول المشاريع الكبرى والمصالح العليا للجزائر.
ولقد كان شعارنا التأسيسي هو بناء الانسان لضمان التنمية، فإن شعارنا اليوم هو الحرص على الوحدة والديمقراطية التي تؤهل لبناء التنمية في اطار الحرية والعدل والاحسان كقواعد لمساهمة الجميع في الاستقرار والامن الاجتماعي بإذن الله والخروج القريب من الازمة والعبور الآمن نحو مستقبل افضل وبناء جدار وطني تتكسر عليه امواج الفتن والتحرشات والاستهداف المتكرر لأرض الشهداء
أيها السادة
إن المنهج الذي تركنا عليه الشيخ نحناح هو ذلك المنهج القادر على اداء ادوار ايجابية اليوم في حماية الوطن وتنميته عبر التوازن والاعتدال والطموح والواقعية في كل احوالنا وظروفنا من خلال التاكيد:
1) ثلاثية الإسلام والوطنية والديمقراطية
2) الوسطية والاعتدال والواقعية والحب والتسامح
3) تجفيف منابع التطرف ومعالجة الظاهرة.
4) تكريس القيم الوحدوية وانسجام المجتمع ووحدة الجبهة الداخلية.
5) المشاركة الاصلاحية والمعارضة الإيجابية
6) التأكيد على المرجعيات الفكرية الثابتة للجزائر.
7) تمثيل الاسلام النقي والوطنية الصادقة.
8) الانفتاح والتعاون مع كل المكونات الوطنية.
أيها السادة
ان الأزمة الوطنية تتفاقم بشكل مقلق ولكننا نملك عناصر القوة القادرة على تجاوز انعكاساتها السلبية واثارها الخطيرة بعدم تكرار اسبابها فالأزمة زاد عمقها نتيجة اللامبالاة و ذهنيات الهروب الى الامام ، وانما الحل اليوم لازمتنا بمعالجة جماعية تنطلق من مسؤولية الجميع والسلطة هي أول مسؤول لانها تمتلك القوة والقرار والمبادرة لإيقاف اثارها المتوقعة وغير المتوقعة ، والاستفادة من البدائل المتاحة في الاقتصاد الآمن وتفعيل الثروات البديلة لمواجهة الضغوط والاكراهات الخارجية التي لا يستطيع مواجهتها أي طرف منفردا مهما كان والانحباس في اليأس ليس من صفات المجموعة الوطنية الصادقة و إننا نشعر بمعاناة شعبنا ونعد تلك الاضطرابات الاجتماعية وحراك النقابات هو احد مخرجات القلق الاجتماعي وعلى السلطة ان تفهم رسالة الشعب في الحفاظ على الاستقرار الوطني ولا تظن انها أبدية صنعتها التنمية والرفاه ولكن صنعها وعي الشعب وتمسكه بالجزائر فلم يسمح بالانزلاق نحو المجهول وهو من تولى الرد على الجهات الحاقدة و اجندات التوتر التي لا تزال متربصة بنا وتعمل على اذكاء الاثنية والجهوية في المحيط الاقليمي للبلاد ولا يمكن وقفها إلا من خلال:
التأكيد على الحريات وحمايتها من التلاعب والتحايل والتضييق
عدم الإقصاء لأي مكون وطني فكل الجزائريين تسعهم الجزائر
رفض التسلط والاحادية والخروج نحو التعددية الحقيقية
إنعاش الطاقة الذاتية في الامة ورفع منسوب الحرص على الوطن.
التصدي لمحاولات التفتيت وعدم السماح بتوفير بيئة الانقسام.
مد اليد لكل السياسيين من اجل الوطن وأوليات البلاد.
تثمين تمسك الشعب بوطنه ووطنيته واستثمار حرصه على الاستقرار.
إطلاق الحوار جماعي الموضوعي حول المستقبل الآمن فالحقيقة ليست حكرا على جهة
إنعاش الوئام المدني والتأكيد على التوافق الوطني واحياء روح التعاون بين مكونات الشعب
التقليل من الاعتماد على الحلول الهيكلية لازمة سياسية عميقة تحتاج حلولا أعمق واشمل.
تعميق المعالجة السياسية للازمة وحلولها ووقف سياسة الاقصاء والاحادية
الخروج من سياسات التمويل المؤقتة وغير المضمونة العواقب
أيها السادة
اننا قلقون تجاه امننا القومي الذي نعتقد انه مهمة مشتركة تحتاج الى مزيد من التمسك بمقوماته التاريخية والواقعية؛ واذ نثمن الضوابط التي جاء بها خطاب المؤسسة العسكرية في رؤيتها لتحيين عقيدة الجيش الشعبي الوطني، فإننا نؤكد على ان الجزائر ميزها الله على غيرها بروح وطنية جامعة فالسلطة ليست مستوردة بل هي جزء من الشعب وطبقته السياسية بغض النظر عن التمثيل الشعبي وخروق الفعل الانتخابي. والمعارضة ليست مستوردة أيضا ، ولذلك نرفض خطاب تخوينها او اتهامها والطعن فيها بل نثمن رؤيتها ومقاربتها، ونعتبر أن سقف مطالب الطبقة السياسية كان مقبولا ومعقولا ولم يخرج عن المصلحة الوطنية ويمكن التعاطي معه بأكثر ايجابية في ظل رؤى تغليب المصلحة العليا للوطن والاشتراك بين جميع مكونات الساحة الوطنية لان حجم التحديات والاطماع في وطننا اكبر من ان تتحمله مشاريع السلطة الحالية والمستقبلية بدون جبهة داخلية متماسكة في اطار المصلحة الوطنية الواضحة والمتفق عليها بعيدا عن الاستقواء بالغير او الانخراط في اجندة الاخرين .
إن الاستحقاقات القادمة فرصة امام الجزائر للانتقال الآمن الهادي والسلس لقطع الطريق امام الياس وسط المواطنين والعمل لإيجاد حاضنة شعبية للعملية السياسية ، واطلاق الحوار الجاد ، ووقف الفساد الاداري والمالي الذي لم ترتق الارادة السياسية الى مستوى إنهائه لانها اقل من حجم انتشاره وتمدده في مفاصل الدولة والمجتمع وإننا نجدد التخندق مع شعبنا وأولوياته وندعوا الى ضرورة تحسين معيشته والتكفل بهمومه واهتماماته كما نرفض المواقف والرؤى المهددة لحماية وحدته ومرجعتيه او الاستخفاف بأمنه واستقراره أو التلاعب بثرواته وتبديد خيرات اجياله.
أيها السادة
إن الجزائر بحاجة الى تفعيل أدوارها الإقليمية والدولية من خلال تطوير منظومتها الدبلوماسية واستثمار مقوماتها المساعدة فلقد كان وهج الثورة مفتاح نفوذ وتقدم وتمدد، وساعد الجزائر في الحضور الدبلوماسي الفاعل ولكن المطلوب اليوم تجديد وتقوية السياسات الخارجية للبلاد بما يتناسب مع التحولات الدولية الكبرى
إن علينا اخذ الدرس من نجاحات الدول في سياساتها الخارجية التي اصبحت تمازجا بين السياسة الخشنة والناعمة معا والمتناغمة مع قدرات الدولة وامكانيات الشعب الروحية والمجتمع المدني المفيد والمقدرات الاستثمارية الموجهة والمرجعية المالكية ومدارس الزوايا القرآنية ومدارس التكوين الاستراتيجي المكملة لدور الدولة.
للتمكن من مقاومة الضغوط باللحمة الداخلية والمساهمة في الحد من الحملة الوحشية ضد الشعوب ومحاولة فرض منطق الاثنيات والتفتيت الطائفي
إننا نثمن موقف الجزائر تجاه قضية فلسطين ونجدد تبنينا لمبدأ نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومة ولكن فلسطين كقضية مركزية أصبحت محاطة بتحديات واكراهات صفقة القرن في دول الطوق وفي مساحات أوسع
اننا نتطلع الى تفعيل أدوات وادوار الجزائر في دعم موقفها السياسي السيد بالحضور الجزائري اقتصاديا ودعويا وتنمويا واستراتيجيا في إفريقيا وفي امتنا التي تحتاج الى مقاومة سايكس بيكو الجديدة من خلال قوة الوحدة ومن خلال قوة الالتفاف الشعبي الذي يبقى السند الحقيقي لخيارات الوطن الاستراتيجية
ان حركة البناء الوطني
تثمن خيارات الجزائر في منظومة المغرب العربي وخاصة في ليبيا وتونس، وهي تضل معنية ايضا بتفعيل اتحاد المغرب العربي وتجدد الدعم لمواقف شعوبه في دعم مقاومة الاجندات المضادة والتعاون في مواجهة التحديات في افريقيا. من خلال تنشيط القواسم المشتركة في التنمية الاقتصادية والتحصين للأمن القومي المشترك
و تبارك الانفتاح الجزائري باتجاه موريطانيا والتسهيلات على الحدود الشرقية كما تدعو الاشقاء المغاربة الى التجاوب في معالجة الملفات العالقة للخروج من حالة المراوحة السلبية في العلاقات البينية وتبقى تسوية ملف الصحراء الغربية مهمة أممية نجدد دعمها ولا يجوز ان ترهن المنطقة او تعيق تطلعات شعوبها للحرية والوحدة.
اننا نتطلع ان تعود للشعوب كلمتها في الامة العربية والخروج من دوامة الفتن لأننا نرى نذرا خطيرة بتوترات مستقبلية تحتاج من الجميع الى ادوار وحدوية لحماية مستقبلنا فمن واجبنا ان نوضح ونحذر ، وننصح ونوجه لاستغلال كل امكانات البلاد المادية والمعنوية للارتقاء بمواقف وادوار الجزائر الخارجية
اننا مؤمنون بالعمل المشترك وستظل حريصين عليه وبالرغم من التعثر الذي مس تجربة الاتحاد فهو خطوة جادة وطموحة حقق جملة من اهدافه رغم ما اعتراه من صعوبات نعمل لتجاوزها وتجنبها بل نعمل على توسيعه لأننا نومن بالعمل المشترك ونجدد مد ايدينا الى كل الاحزاب الوطنية من اجل التعاون الوطني والائتلاف والوحدة حول المتاح فما لا يدرك كله لا يترك جله.
اننا نعمل على توسيع المبادرة في اتجاه صناعة عائلة سياسية تتقاسم المنهج والاهداف وتعمل على احداث حراك شعبي يسعى لبناء السلم وتنمية الوطن وترسيخ الوحدة والديمقراطية
اننا ننتظر من الرئاسيات القادمة ان تشكل فرصة للإقلاع بالانتصارات للديمقراطية وتغليب المصالح العليا للبلاد وتأكيد الخيار الشعبي الذي يمكّن الجزائر من التقدم التنموي وحماية مكتسبات الوطن.
اننا نحذر من حالات التحول في خارطة الارهاب الدولي وحالات الحرب بالوكالة والضغط على الجزائر بملف الهجرة غير الشرعية مما يتطلب رؤى استراتيجية تؤمن الجزائر وتستفيد من تجربتها وموقعها في المنظومة الاقليمية والدولية
اننا ندعو اليوم أكثر من أي وقت مضى للقيام بادوار الوساطة في منطقة التوترات لان الجزائر التي ساهمت في وقف نزيف حروب الخليج يمكنها اليوم ان تعيد المساهمة من موقع أفضل في الخليج ودول المشرق.