مؤتمر الوحدة ومسيرة العودة …بقلم الأستاذ عبد الحميد بن سالم

عبد الحميد بن سالم

هي عودة الى المنهج من خلال مؤتمر حركة البناء الوطني ،الذي اعلنت فيه عن وحدة اندماجية شاملة بين ابناء المدرسة ،وزكاه أعضاء المؤتمر بالإجماع في الجزائر.
وعودة الى الارض من خلال مسيرة العودة الكبرى ، سار فيها الكبير والصغير والقائد والجندي والمرأة والرجل ،وحدت بين ابناء الوطن الجريح فلسطين .

إنها ثنائية النصرالتي ستغير موازين القوى وتغير مسار الأحداث وتصنع النصر القريب إن شاء الله .
ربما آن الأوان، واكتملت الاسباب، وتهيأت النفوس أكبر من اي وقت مضي ،ورصت الضربات المتتالية والقاسية صفوف أبنا الدعوة ،واستشعر الجميع بما لا يدع الى الريب بأن الزمن زمن الوحدة والتحدي والتصدي لثورة مضادة تستهدف الاقصى الشريف ثالث الحرمين وتستهدف الاسلام في بلاد الحرمين .
وليس بد من العودة الى المنهج الصحيح الذي يوحد الأمة، ويحرر الارض،على قاعدتي : الدعوة بمنهجها الشمولي والوسطي، والجهاد على ارض فلسطين بالمقاومة والسلاح .
وبالعودة للحديث عن الوحدة في الجزائر ، فإننا نعتقد أنها ستكون لبنة لتوحيد أبناء الحركة الاسلامية الوسطية في الامة ، من الذين فرقتهم المحن والفتن ، ،وستنطلق مباشرة بهذه الوحدة لأبناء المغرب العربي ثم الى ربوع الأمة من أبناء الحركات الاسلامية الى الوطنيين المخلصين . وتشكل بداية وعي شعبي عام لضرورة توحيد الجهود ورص الصفوف .لمواجهة ما ينتظرنا من تحديات وقرارات تستهدف ، وحدة الاوطان وأمن الشعوب .
هذه الوحدة التي أوقد شعلتها رجال صالحون ودعاة مخلصون يقبعون في السجون ومشردون، يدعون ليل نهار لخير هذه الامة . وأنار دربها مجاهدون ومرابطون في أرض فلسطين على بوابات الاقصى وفي ساحات القتال، يستغيثون ربهم ان يوحد أبناء الأمة ويقاتلون العدو صفا واحدا كأنهم بنيان مرصوص يشد بعضه بعضا ،ودعا لها مخلصون من أبناء هذا الوطن ، لم تجف أقلامهم ولم تنقطع مساعيهم حتى تقر أعينهم بهذا الانجاز.ومجهولون اقضت مضاجعهم الفرقة ينتظرون التئام الجروح وتهيئة النفوس وتوافر اجواء الصلح .
إننا نعتقد ان هذه الوحدة ستكون نقلة نوعية في مسار الأحداث، وستحدث تحولا عميقا في معادلة الصراع الدولي ، إذ في الوقت الذي تسعى قوى الشر الى إضعاف الحركة الاسلامية في المغرب العربي بعدما استطاعت ان تنجو من عاصفة الثورة المضادة التي عصفت بها في المشرق ، ستتشكل كتلة قوية باجتماع احزابها وجمعياتها ومؤسساتها ، ورصيد كبير من أبناء المدرسة وأبناء الحركة الاسلامية وانصارها في صعيد واحد .
ولا شك ان هذا سيشكل وعاءا كبيرا في الساحة الجزائرية وقوة ضاربة في الساحة المغاربية وسندا قويا لمشروع الحركة الاسلامية في باقي اقطار العالم ، وقوة مادية ومعنوية لإسناد المقاومة في وجه الصهاينة ومن ساندهم .
وسيكون الفتح والانتصار لهذه الامة جزائريا ومغاربيا ، ومنه تنطلق شرارة الوعي والتحرير ، الى امتداداته في افريقيا وأوربا من خلال الجاليات الكثيفة هناك الى العالم الاسلامي ،والذي سينتعش بهذه الثنائية عودة الى المنهج بعيدا عن الغلو والتطرف ، ووحدة للصف بعيدا التفرق والتفرد . وليس بدعا في التاريخ دور الجزائر في تحرير الشعوب ودور المغاربه في تحريرالقدس وفلسطين .وقد قال فيهم الناصر صلاح الدين الايوبي قديما “المغاربة قوم يفتكون في البر وينقضون في البحر يجاهدون عاما ويحجون عاما ”

اترك تعليقًا