درسٌ بليغٌ من قائد الطائرة الحُطام بقلم رئيس مجلش الشورى السابق للحركة الأستاذ احمد محمود خونا

ما أحوج وطننا الجزائر ، وما أحوج أمتنا الاسلامية إلى مثل وعي وإخلاص قائد طائرتنا المتردية الشهيدة.
ذلك القائد البطل الذي لم يكذب أهله إذ (الرَّائِدُ لا يَكْذِبُ أَهْلَهُ) بل كان فعله النبيل شبيها بفعل تلك النملة القرآنية التي أخلصت لبني جنسها قبل أن يصيروا #حُطاما، فمدحها شيخ مشايخنا ابن باديس رحمه الله فقال في تفسيره:
¶ ((فهذه النَّمْلةُ لم تهتم بنفسها فتَنْجُو #بمفردها، ولم يُنْسها #هولُ ما رأتْ من عظمة ذلك الجند إنذارَ بني جنسها، إذ كانت تدرك بفطرتها أن لا حياةَ لها #بدونهم، ولا نجاةَ لها إذا لم تنجُ معهم، فأنذرتهم في أشد ساعات الخطر ابلغ الإنذار.))
ثم أضاف قائلا:
¶ ((فهذا يعلمنا أن لا حياة للشخص إلاّ بحياة قومه، ولا نجاة لهم إلاّ بنجاتهم، وأن لا خير لهم فيه إلاّ إذا شعر بأنّه جزء منهم، ومظهر هذا الشعور أن يحرص على خيرهم كما يحرص على نفسه، وألاّ يكون اهتمامه بها دون اهتمامه بهم.))
ثم قال:
¶ ((هذه النملة هي كبيرة النمل، فقد كان عندها من قوة الاحساس ما أدركت به الخطر قبل غيرها، فبادرت بالإنذار، فلا يصلح لقيادة الأمة #وزعامتها إلاّ من كان عنده من بعد النظر، وصدق الحدس، صائب الفراسة، وقوة الإدراك للأمور قبل وقوعها، ما يمتاز به عن غيره، ويكون سريع الإنذار بما يحس وما يتوقع.))
¶ (( هذه نملة وفَّتْ لقومها، وأدَّتْ نحوهم واجبها!! فكيف بالإنسان العاقل فيما يجب عليه نحو قومه؟!
هذه عظةٌ بالغةٌ لمن لا يهتمَّ بأمور قومه، ولا يؤدي الواجب نحوهم، ولمن يرى الخطر داهما لقومه، فيسكت ويتعامى، ولمن يقود الخطر إليهم ويصبه بيده عليهم، #آهٍ_ما_أحوجنا – معشر المسلمين – إلى أمثال هذه النملة! ))

اترك تعليقًا