لقد كانت رسالة الشيخ نحناح في لقائه مع الرئيس بوتفليقة والمسؤولين الذين كانوا معه قبل رئاسيات 1999 هي أن الجزائر أمانة الشهداء حيث تكلم عن : مشروع الشهداء ، وعن حماية الوحدة الوطنية ، وحماية الثوابت ، وتوسيع قاعدة الحكم كقضايا أساسية لحماية مستقبل الدولة الجزائرية وإخراجها من مستنقع الأزمة.
وأعتقد أن الرئاسيات القادمة في بداية 2019 – بعد عشرين سنة عن ذلك اللقاء – بدأت ترفع مستوى الحمى لبعض الشخصيات السياسية وهذا سيؤدي الى الاضرار بالممارسة الديمقراطية التي نأمل أن تترقى وتتطور بمناسبة الرئاسيات لا أن تتراجع بسبب عودة الذهنية الاحادية والمقاربات الحزبية الضيقة .
واليقين أن استقرار الجزائر وتنميتها سيتعزز أكثر بالديمقراطية والمشاركة الواسعة والتعبئة الوطنية لمواجهة التحدي الإقتصادي والإجتماعي وحماية الطبقات الفقيرة التي تتوسع يوما بعد يوم ، وهذا لا يتحقق بالاقصاءات والاصطفافات الضيقة ، وإنما بالشفافية والديمقراطية التشاركية والإدراك الوطني بأن هذه المرحلة الحساسة من عمر الجزائر تتطلب من الجميع البحث عن القواسم المشتركة و استدعاء الموروث الإيجابي لتأمين العبور نحو مستقبل آمن . وأما التصريحات العشوائية وردود الفعل غير المحسوبة فهي تضر بالبلاد وبالاستقرار وبتماسك الجبهة الداخلية للجزائر على الارض وليس في الخطابات فقط .