إن المتأمل في معاهدات الشيخ محفوظ نحناح رحمة الله عليه مع هيئات أو مع أحزاب أخرى لا تصب إلا في مصلحة الدين ثم الوطن وهذا ما نجده في صلح الحديبية وفي تبوك ومع أبناء العشيرة حين الفتح الأعظم، كما نجده رزينا ذو نفس هادئة أيام الفتنة المتوقِدة والتي أتت على أخضر الجزائر ويابسها، وهذا ما نلتمسه مع النبي صلى الله عليه و سلم قبل نزول آيات الجهاد رغم ما لاقاه من عذاب وتشريد وإهانة،
بل و لم يحرك ساكنا أو يندفع بصدره حين اغتيل رفيق دربه أيقونة التربية والإصلاح في الجزائر”الشيخ محمد بو سليماني رحمة الله عليه” رغم أن الرجل على درايةِِ بالمتسبب في اغتيال صديقه إلا أنه تكتم حفاظا على الجزائر وسدا لباب من أبواب الفتنة، وهذا ما نتشربه في سيرة المصطفى وتعامله مع من قتل عمه حمزة وشرد صحابته وطرد أهله خارج مكة.. فمن كل هذا وذاك ورجوعا لسيرة الشيخ –بحكم أنها معاصرة للزمن والأحداث- نستنتج نتائج كثيرة نلخصها في أسطر:
1-السياسة خيانة إن لم ترتكز على موقف يخدم الدين و الوطن
2-من عاش للآخرين خادما لهم مضحيا بالنفس والنفيس سيحبه الناس ولو كرهوه
3-السياسة تتطلب العودة للتاريخ وقراءة فكر الرجالات وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم، وتكييف سياسته لخدمة الدين
4- لا مصلحة في السياسة إلا الإسلام والوطن.
5- من لم يُغرّب ولم ينفى ولم يسجن ولم يهدد بسبب مواقفه السياسية فلُيِعد النظر في سياسته.
6-الاندفاع السياسي الغير مقنن فتنة بعينها.
7-تكييف القرارات السياسية والتعقل فيها صميمة يجب على الساسة احترافها وإلا الانعزال خاصة في أيام التضارب والتصادم والنزاع، وهذه هي السياسة الحقة.
8- لا توجد سياسة تسمى “سياسة إسلامية” لأن في ذلك حصر وتضييق على الدين الحنيف.
في الأخير لا يسعني ما أقول إلا قول ابن الجوزي في أهل الإخلاص: ” إلاَّ رجالٌ مؤمنون ونساءٌ مؤمنات يحفظ الله بهم الأرض، بواطنهم كظواهرهم، بل أجلى، وسرائرهم كعلانيتهم بل أحلى، وهممهم عند الثريَّا، بل أعلى، إنْ عُرِفُوا تنكَّروا، وإن رُئيت لهم كرامةٌ أنكروا .نسألُ الله – عزوجل – التوفيق لاتباعهم ، وأن يجعلنا من أتباعهم.