الحراك إلى أين؟؟؟


بلغت قلوب البعض الحناجر خوفا على الوطن وخوفا على آمال الشعب في التغيير أن تتبخر ، بسبب ضبابية الرؤية وظهور مؤشرات قرأها البعض على أنها محاولات للالتفاف على مطالب الحراك ، مثل تمييع المطالب بتوسيع قائمتها وبروز الصراع الفكري بين مكونات الحراك وتماطل السلطة الفعلية في تجسيد وعودها للشعب و تفاقم الوضع الاقتصادي الصعب وغيرها من المؤشرات.
و التخوف مشروع وقائمة مبررات أصحابه طويلة ولكن :
– تمايز الصفوف بعد انقسام النظام يحتاج بعض الوقت.
– واسترجاع المؤسسة العسكرية لعمودها الفقري ( المخابرات باذرعها) يحتاج إلى بعض الوقت لإعادة ترتيب البيت وتفعيله.
– شل العصابة على مستوى الرؤوس و الأذرع المالية والعلاقاتية الداخلية والخارجية يحتاج إلى بعض الوقت. 
– سد الثغرات التي يمكن أن تعود من خلالها بقايا العصابة وامتداداتها يحتاج إلى بعض الوقت. 
رسم كليات الرؤية المستقبلية (على الاقل لعشرين سنة ) فيما يتعلق بقاعدة الحكم البشرية والحزبية والتوجهات الفكرية والسياسية والاقتصادية يحتاج إلى بعض الوقت. 
– المؤثرات الخارجية وتوازناتها الدقيقة وإكراهاتها الصعبة لها أثرها في هذا التأخر أيضا.
فأين موقع الشعب من كل ذلك؟؟؟
الشعب مصدر السلطة و حقل الحكم للنخب الفاعلة التي تتحرك هذه الأيام بقوة لتضمن لنفسها التواجد في الخارطة السياسية الجديدة .
فالحراك الشعبي فقد من قوته الشعبية في بعض الولايات أكثر من 80 بالمئة وتراجعه ظاهر في كل الولايات، ورغم أنه حقق جزء فقط من مطالبه إما ثقة في تعهدات المؤسسة العسكرية أو بسبب قصر النفس عند العامة و ضبابية الرؤية لديها. وهو أمر متوقع من اول يوم لأنه تحرك شعبي ناقم على الظلم من غير قيادة واضحة أو تنظيم قوي يقوده.
وعليه فإن دور الشعب يجب أن يتجدد من خلال الانخراط القوي بالاقتراحات والحضور الفعال في خطوات المرحلة القادمة وفي ظل ( روح الحلول الدستورية ) ومن اهمها:
– الحوار مع السلطة القائمة بواسطة شخصية موثوقة أو لجنة حوار مقبولة.
– الإخراج القانوني للسلطة الوطنية للانتخابات 
– الانتخابات الرئاسية التنافسية لإفراز رئيس بأغلبية محترمة 
– الحوار ثانية للتوافق على جزئيات التغيرات الدستورية والرؤية الإستراتيجية للدولة بإشراف الرئيس المنتخب.
– حل المجالس المحلية والوطنية وإعادة انتخابها بنزاهة وشفافية أكبر. 
واخيرا انخراط الجميع في بناء دولة قوية أساسها الحرية والعدل في ظل قانون فوق الجميع فعليا.
قد يرى البعض هذه مجرد أمنيات ويراها البعض خارطة طريق المستقبل القريب والمنظور. 
والزمن كفيل بالإجابة 
ثقتنا في الله كبيرة أن يكون غدنا خيرا من يومنا والله المستعان .

اترك تعليقًا