لا تحدثني عن المناصب …و حدثني عن الوطن


كلمات ذهبية أجاب بها الشيخ محفوظ نحناح ، رئيس الحكومة أحمد أويحيى في أول لقاء بينهما، عندما أراد أن يتقرب منه و يخبره عن المناصب التي منحت لحزبه فأجابه الشيخ مترفعا عن مثل هذا الحديث : ” لا تحدثني عن المناصب …وحدثني عن الوطن ” .وكان الشيخ يقحم إخوانه في هذه المهام ،ويرى فيها تكليفا لهم ومشاركة في حمل هم الوطن ،وتدريبا لهم على المسؤولية . و مات الشيخ محفوظ وهو يقول :”الجميع تقلد مسؤولية بين إطار و نائب ووزير ،إلا أخي سليمان لم ينل من ذلك شيئا . وكان الاخ سليمان متمنعا رافضا مقتنعا بمرافقة الشيخ .و أخبرني ذات يوم أن الشيخ محفوظ كان يلح عليه دائما بما شاء من المناصب لكنه كان شديد التمنع والرفض، و يصر على أن يفي بعهده الذي أخذه عليه من أولى أيامه التي تعرف بها على الشيخ و سمعه يقول لإخوانه من ورقلة:”‘ أنسوا أخي سليمان واتركوه لي ” … فكان له حقا، و على أثره فعلا .تعلم منه حب الوطن ،و سلوك رجل الدولة ، فكان أمينا ، خزانا لأسراره ، يعرف جيدا معانى واجب التحفظ.وإدارة العلاقات والاحتفاظ بها، برؤية ثاقبة ومتوازنة ومستشرفة .
و لا شك أن الشيخ محفوظ نحناح اليوم في قبره وقلبه على رفيق دربه وهو يمثل الرجل الثالث في الدولة، مطمئنا على دوره واثقا في كفاءته .وقد أوكلت اليه هذه المسؤوليه ،في خطوة فاجأت الأخ سليمان وفاجأتنا جميعا ، وكان في مهمة برلمانية قبل يوم في ”صربيا ”،و رمت به الأقدار إلى هذه المسؤولية الحساسة والأولى في تاريخ الحركة الاسلامية ونسأل الله أن تكون فتحا على الجزائر و على الأمة .
لبت رغبة قطاعا واسعا من الحراك و كان من رموزه من أول يوم وفي مقدمات الصفوف ،و لاقت ارتياحا في النخبة والأسرة الاعلامية ،و كان وحدا منهم، مدافعا عن خيارات الشعب، و لاقت إجماعا واسعا من الطبقة السياسية ، و فرح بها أصحاب المشروع الذين يعانون من الظلم و القهر و القتل و التحييد من الحياة السياسية، وكل المتحرشين بثوابتنا وأمننا ،و فرح بها المحاصرون في قطاع غزة و فلسطين . وتألم لها الخصوم من دعاة الفتن وأنصار الثورة المضادة من العلمانيين المتطرفين وغيرهم. و نحسب أن الأخ سليمان سيترفع عن كل هذا و سيكون حلقة الربط التي تعزز الثقة بين أبناء المشروع الوطني الواسع ليبني الجزائريون وطنهم و يستردون إرادتهم و يحققون أحلامهم و يحفظون أمانة المجاهدين و الشهداء نسأل الله أن يقوي ظهره و يثبت قدمه و يبعد عنه الفتن ما ظهر منها و ما بطن .

اترك تعليقًا