معظم الأحزاب السياسية تتجه نحو الفضاء الأزرق بعد انقضاء مدة الحملة

اتجهت معظم الأحزاب المشاركة في تشريعيات 4 ماي، بعد اختتام الآجال القانونية للحملة الانتخابية نهاية شهر أفريل الفارط، نحو “مواصلة عمليات التحسيس بين الأصدقاء والعائلات والمقربين”، و”تكثيف دور الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي” وكذا “تنظيم بيتها الداخلي عبر تعيين مراقبي مكاتب التصويت والمراكز عبر الولايات المشاركة فيها”، وعلى غرار الأفافاس وحزب العمال والاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء، اعتبرت معظم الأحزاب المشاركة في تقييمها للحملة الانتخابية أن “غالبية المواطنين ظهر عليهم فقدان للثقة بعد الحصيلة السلبية لغالبية النواب في العهدة التشريعية المنقضية، خصوصا بعد تمرير قانون المالية لسنتي 2016 و2017 واستمرار تدهور القدرة الشرائية”، فهل تستطيع الأحزاب استغلال الأيام الثلاثة التي تسبق يوم الاقتراع لإقناع الناخبين بالذهاب للإدلاء بأصواتهم؟

وسألت “الرائد” بعض الأحزاب حول توجهاتها في هذه الأيام الثلاثة، وكذا استمرار الحملة الانتخابية من أجل إقناع الناخبين للتوجه إلى صناديق الاقتراع يوم الخميس القادم، وكانت عدة أحزاب قد بدأت حملتها الانتخابية عبر الفايسبوك بنشر برنامجها الانتخابي وصور مرشحيها، على غرار الأرسيدي والأرندي وحمس وتحالف الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء. ولم تلق المبادرة أي إخطار من جانب الهيئة العليا لمراقبة الانتخابات برئاسة عبد الوهاب دربال، كما لم تسجل وزارة الداخلية أي اعتراض على نشاط الأحزاب قبيل انطلاق الحملة الانتخابية في 9 أفريل الفارط، وهو ما جعل مراقبين يتوقعون “استمرار الأحزاب في الحملة الانتخابية بطريقة أو بأخرى من بينها الفايسبوك واللقاءات الجوارية”.

• الأفافاس: مداومات الحزب “ليست مناسباتية” بل مفتوحة طول السنة

قال مدير الحملة الانتخابية لجبهة القوى الاشتراكية لولاية بومرداس، خالد مقراني، أن “الحملة الانتخابية للحزب لم تنته ولن تتوقف لأنها ليست متعلقة بالتشريعيات فقط”، وأضاف: “نحن نعمل على مشروع وطني يهم مستقبل البلاد ولا تهمنا التشريعيات”. واعتبر مقراني أن “الأفافاس منذ انطلاق الحملة الانتخابية يعمل على تحسيس المواطنين بأهمية الانخراط في مسعى التغيير والاقتناع ببناء إجماع وطني وليس الجري وراء كراسي البرلمان”. ورجح مقراني أن “الحملة الانتخابية للتشريعيات ستستمر دون مشاكل إدارية لأنها ستتم في المقاهي والأحياء والمداشر وعبر مناضلي الحزب”، وأضاف: “سنلتقي المواطنين ونقنعهم بالتغيير وبناء إجماع وطني”.

وعن استغلال وسائل التواصل الاجتماعي، قال مقراني: “نحن واقعيون ولسنا أحزابا افتراضية مثل باقي الأحزاب”. وأضاف: “صحيح هي مهمة في التحسيس والوصول إلى الشباب، لكننا نركز على الواقع واللقاءات المباشرة”. وانتقد مقراني بعض التشكيلات الحزبية التي أغلقت مداوماتها بمجرد انتهاء الحملة الانتخابية: “نحن لن نغلق المداومات وسنتواجد على مدار السنة لأن مشروعنا وطني وليس انتخابيا”، وأضاف: “القانون يسمح لنا بالعمل الحزبي”، مختتما: “لسنا حزبا مناسباتيا”.

تحالف الاتحاد: سنواصل في الفايسبوك ونعقد لقاءات ودية في المداشر وبين المقربين

من جهته، قال متصدر قائمة الاتحاد من أجل النهضة والعدالة والبناء لولاية البويرة، رابح بعبوشي، أن “الحملة الانتخابية كانت إيجابية وناجحة، ولاحظنا تجاوبا للمواطنين والشباب”. واعتبر بعبوشي أن “الحملة الانتخابية أبرزت حجم المشاكل التي يتخبط فيها المواطن البويري، ما جعلنا نركز على أمل التغيير وبرنامج طموح”، وأضاف: “سنواصل حملتنا في المداشر التي لم نزرها عبر لقاءات ودية والتحسيس مع المقربين”. وأضاف: “المواطن يحتاج إلى تحسيس في هذه الأيام الثلاثة حتى يكون في الموعد يوم الخميس المقبل”.

وعن استغلال مواقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك” و”اليوتوب”، ذكر بعبوشي أن “خلية الإعلام لتحالف الاتحاد بولاية البويرة مستمرة في عملها عبر التحسيس في الفايسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي ومع الشباب”، وأضاف: “نحن نحترم القانون الذي يمنع تنشيط حملة انتخابية في الشوارع والملصقات وغيرها، لكن سنركز على لقاءات ودية ونشاط في الفايسبوك”.

• حزب العمال: أنهينا الحملة واتجهنا نحو تنظيم بيتنا الداخلي لتعيين مراقبين

أما حزب العمال، فاعتبر مدير الحملة الانتخابية للحزب، جلول جودي، أن “حزبه منصب على تنظيم بيته الداخلي وتعيين مراقبين في مكاتب التصويت والمراكز عبر كل الوطن”. وأضاف: “أنهينا الحملة الانتخابية، اطلعنا على تجاوب المواطنين وأبلغناهم رسائلنا، وفي الأيام الثلاثة هذه سنركز على تنظيم الأمور الداخلية حتى نكون في أتم الاستعداد يوم 4 ماي”. وعن الحملة الانتخابية، قال جودي: “خلال 22 يوما نشطت الأمين العام 30 تجمعا في الولايات وعلى العموم لاحظنا لا مبالاة المواطن وحالة من فقدان الثقة”. وأضاف: “المواطن متذمر من الأغلبية البرلمانية التي مررت قوانين ليست في صالحه واستمرار تدهور قدره الشرائية وغياب حقوق الاجتماعية”. واعتبر جودي أنه “رغم التجاوب الذي سجلناه من فئة من المواطنين في الولايات، إلا أن التشريعيات تعرف حالة من العزوف واللامبالاة”.

وعن استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لاستمرار عمليات التحسيس، قال جودي: “شباب الحزب قام بعمل جيد خلال الحملة ولقينا تجاوبا من الشباب ورواد الفايسبوك، وهي حملة انتخابية لها أهميتها”، مضيفا: “في ظل وجود فراغ قانوني من المفروض الحملة الانتخابية للأحزاب تتوقف عبر كل الوسائط، لكن هذا الفراغ يتم استغلاله حاليا”، معتبرا أن “مناضلي الحزب سيواصلون كذلك استغلال الفايسبوك وتحسيس المواطنين”.

يونس بن شلابي

اترك تعليقًا